استفحل تردي الوضع الإنساني على نحو يثير القلق في الأراضي الفلسطينية المحتلة، إذ لم يتغير عن العام الماضي، بل تفاقم في بعض المناطق، بحسب رئيس مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية في القدس فيليب لازاريني الذي وصف المشهد في القطاع بأنه أزمة للكرامة البشرية ويندى لها الجبين. واسترسل المسؤول الأممي في مؤتمر صحافي في جنيف مقرا: «بالنسبة لغزة، هناك درجة عالية من البؤس والحياة المهينة، في الوقت الذي لم ينفذ إلا قدر بسيط جدا من عمليات الإنعاش وبرامج إعادة البناء». وذكر أن غزة لا تمر بأزمة إنسانية مثلما هو الحال في الصومال، بل يواجه القطاع أزمة مذلة للكرامة البشرية، وفق ما نقلت الأمم التحدة على موقعها الإلكتروني. وأشار إلى أن السكان أصبحوا فجأة معتمدين على المساعدات الإنسانية، إذ يستفيد نحو 80 في المائة من سكان القطاع من المساعدات الدولية بشكل أو بآخر. وأردف لازاريني: «في الواقع لم يقد الحصار إلى أي طريق، فما زال هناك قدر هائل من البؤس في غزة، كما أسفر الحصار عما يسمى باقتصاد الأنفاق الذي ساهم في تقويض جهود المعتدلين». مضيفا أن ما تستطيع الأممالمتحدة فعله في غزة ضئيل بسبب الحصار. وذكر أن قرار الحكومة الإسرائيلية السماح بإدخال بعض المواد اللازمة لتنفيذ مشروع الأممالمتحدة لبناء 150 وحدة سكنية في خان يونس، ستكون له آثار هامشية بالنظر إلى الاحتياجات الهائلة في القطاع. وتأتي تصريحات المسؤول بعد يوم من سماح إسرائيل بدخول شحنات من الملابس والأحذية إلى قطاع غزة، للمرة الأولى منذ حصار القطاع قبل نحو ثلاث سنوات. وأكد لازاريني على أنه لا يوجد خيار آخر سوى رفع الحصار المفروض منذ نحو ثلاثة أعوام على قطاع غزة. وساهم الحصار الإسرائيلي في تضييق الخناق على سكان القطاع اقتصاديا ومعيشيا. ففي عام 2007، قدرت الأممالمتحدة نسبة البطالة في القطاع بنحو 50 في المائة، وإن كانت المصادر الفلسطينية تؤكد أن النسبة أعلى بكثير. ورغم انسحاب إسرائيل من القطاع، فإنها هي المسؤولة عن تزويد سكان غزة بمياه الشرب، والكهرباء، والوقود، وقد عانى أهالي غزة من نقص فادح في المياه والوقود والكهرباء، بسبب تقييد إسرائيل وصول الإمدادات من هذه المواد الأساسية إلى القطاع. وفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية سوءا الهجوم الذي بدأته إسرائيل ضد قطاع غزة في أواخر عام 2008، الأمر الذي جعله يعيش أزمة إنسانية، فتفتقر المنازل إلى الطاقة والمياه، كما لم تعد هناك مواد غذائية في الأسواق، بحسب وكالات الأممالمتحدة.