أعربت وكالات تابعة للأمم المتحدة وهيئات ومنظمات إغاثة وتنموية دولية عن تخوفها من عدم قدرتها على استقبال العام الدراسي المقبل في غزة، بسبب الحصار المفروض على القطاع وتدمير عدد كبير من المدارس خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وطالبت إسرائيل «باتخاذ خطوات فورية لإنهاء الحصار حسب ما يقتضيه القانون الدولي وقانون حقوق الإنسان». ودعت الوكالات الأممية العاملة في القطاع و25 مؤسسة دولية غير حكومية، الحكومة الإسرائيلية إلى «العمل في شكل عاجل لتيسير دخول مواد البناء ولوازم المدارس في الأسابيع المقبلة، وتمكين الطلاب والمعلمين والمدربين من مغادرة غزة والدخول إليها بحرية من أجل استمرار التعليم». وطالب منسق الأممالمتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية فيليب لازاريني ب «إتاحة الفرصة الكاملة وغير المقيدة للدخول والخروج من غزة، لإحياء نظام التعليم في غزة في شكل خاص»، مشيراً الى أن «18 مدرسة تم تدميرها بالكامل، و 280 مدرسة تعرضت لأضرار أثناء الحرب» الأخيرة على القطاع التي استمرت 22 يوماً. وأكد لازاريني خلال مؤتمر صحافي عقده على أنقاض المدرسة الأميركية في منطقة العطاطرة في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع أمس، أنه «بعد أكثر من ستة شهور على وقف النار، لم تتم إعادة إعمار في المدارس أو إعادة تأهيلها على النحو المناسب بسبب نقص مواد البناء»، مشدداً على أنه «منذ فرض الحصار يواجه الطلبة نقصاً مزمناً في اللوازم التعليمية بسبب نقص الكتب المدرسية والورق والزي المدرسي». واعتبر أن «استمرار الحصار المفروض على غزة يهدد الحق في التعلم والحصول على التعليم للطفل الفلسطيني». وأكد «ضرورة توفر المدارس الآمنة لاستعادة الحس بطبيعة الأمور والأمل للأطفال وعائلاتهم». من جهته، طالب الناطق باسم وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «اونروا» كريس غانيس، اسرائيل «برفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بترميم وإعادة بناء البيوت والمدارس، مع اقتراب بدء العام الدراسي الجديد». وعبر عن استيائه مما خلفته الحرب الإسرائيلية على غزة من تدمير للمدرسة الأميركية، ووصفه بأنه «تدمير لمستقبل جيل مقبل». وشدد على «ضرورة إعادة بناء جميع المدارس، ليتمكن ما يزيد على 200 ألف طفل من العودة إلى مدارسهم البالغ عددها 221 مدرسة تابعة لأونروا في القطاع». وطالب بإعادة بناء البيوت التي دمرتها قوات الاحتلال الإسرائيلي تدميراً كلياً أثناء الحرب الأخيرة على غزة، ويزيد عددها عن خمسة آلاف منزل. وكشف أن لدى «أونروا» خطة إصلاح وبناء بقيمة 371 مليون دولار.