في الشارع يقف الجميع في طابور أمام الصراف ويأتي أحدهم من الخارج ويتظاهر أنه غير منتبه ويذهب للصراف مباشرة بلا مبالاة بطابور الانتظار الواقف أمامه وتخطي حقوق الآخرين. في المنزل زوج حانق يوبخ زوجته ويقلل من شأنها ويشوه صورتها أمام نفسها أولا وأمام أولادهم ثم أمام الآخرين. أب غاضب على ولده لسبب ما فيوبخه ويحط من قدره. في العمل موظف يتناول طعام الإفطار وسماعة الهاتف ملقاة ومراجعون في الخارج في انتظار أن يفتح الموظف شباك التذاكر. هذه بعض المظاهر لمجتمعنا، تدل على اللامبالاة بالآخر بصرف النظر عن من يكون. إنها تمجيد الذات والتعدي على حقوق الآخرين. باختصار إن مثل هذه الأعمال وغيرها من ما يشابهها هو باختصار تحقير الآخر وعدم احترامه. الاحترام أن نعامل الآخرين بالطريقة التي تحب أن يعاملونا بها، وأن نحب لهم ما نحب لأنفسنا، والأشخاص المحترمون أكثر اهتماما بحقوق الآخرين، والتفكير بالآخر بطريقة أكثر إيجابية وأكثر اهتماما، والاحترام سبب للوقاية من العنف والحقد والكراهية. من هنا وحتى لا تستمر مثل هذه الظواهر، لابد من تنمية ثقافة الاحترام التي حث عليها ديننا وتكون تنمية ثقافة الاحترام من خلال المدرسة والبيت بالنسبة للأطفال بأن نعلمهم ثقافة الاحترام معرفة وسلوكا وأن يكون المعلم والأب والأم قدوة حسنه في احترام الآخرين حتى نغرس ذلك في الأطفال وينشأ جيل تعمق فيه مفهوم احترام الآخرين. ويتوجب على الخطاب الديني سواء في المسجد او في الإعلام أو في الجامعة تكثيف حث الناس على ممارسة هذا السلوك وتطبيقه واقعا يلمسه الناس في الدعاة والعلماء والمفكرين والمسؤولين ليتحقق احترام الآخرين قولا وفعلا. م. محمد الشريف