وصلتني النكتة في رسالة الهاتف الجوال وتنص على التالي: «تعريف الرجل السعودي هو مخلوق قليل الجلوس في المنزل مع العائلة، يتغدى على الكبسة والشاي، يتكاثر في الاستراحات، كثير الزعل، قليل الحنان، لا يمل من الكشتات والرحلات البرية، شعاره في الحياة أنا مشغول». وربما لو فحصنا موبايل أي سعودي أو سعودية سنجد مئات الرسائل التي تنقل الصورة النمطية ذاتها بما ينافي الواقع ويجافي الحقيقة. هذه الرسالة قليلة السطور قطرة صغيرة جدا مما يسكب في وعي المرأة والفتاة، ويؤدي إلى تراكم الصورة والانطباع المؤدي لخلق رد الفعل السلبي بداية من تكوين رؤية مشوهة، وليس الانتهاء بمشاعر النفور التي نلمسها في طيات الحديث أو السخرية من الرجل في مجالس النساء. في تصوري أن واقع الحال بانعكاساته من نقل حي لظواهر سلبية أبطالها غالبا رجال تتعلق بالعنف والجريمة، ربما توحي بتشكيل صورة تعميمية غير منصفة ولا معقولة، وتؤدي بصورة منظمة إلى «تقبيح» صورة الرجل السعودي وتكوين فكرة غير متوازنة عنه. وتعجز في المقابل الصورة الجيدة والحقيقية والمتوازنة عن تحقيق الانطباع في الذاكرة على أساس إحداث توازن، بسبب ضعف يشوب أسلوب أو تقنيات وأقنية تقديم الصورة الجيدة التي تحمل نقلا لوجود المبدع، المثقف، إمام المسجد، الواعظ الورع الخلوق، الابن البار، الزوج المضحي، الأب الباحث عن حلول لمشكلات البنات والأبناء، الكاتب، الصحافي، الفنان، المعلم، والموظف المتقن لعمله..إلخ ممن يضيئون على هموم المجتمع أو يقدمون له أدوارهم بتفان. هناك مسؤولية تتحملها النخب والإعلام بكافة وسائطه، وبالتأكيد تتعلق بالصورة الذهنية التي يتبناها ويرسمها عن المجتمع وحراكه، وفي خطط المستقبل أتمنى أن يعي ويأخذ راسمو السياسات بالانعكاسات التي يشكلها الرأي العام وما يتمخض عنه تقاطعها مع أنماط تفكير المجتمع. والمشكلة أن فاتورة هذا التشويه لصورة الرجل تدفع المرأة ثمنها، عندما تشكل صورة سلبية مسبقة وينتهى الأمر بها أن تدفع ثمن ذلك الفهم القاصر، يساهم في دفعها تلك الفاتورة عوامل مختلفة لكن أهمها تلك الصورة التي تتشكل سلبا، ثم ترتد لتحصد النساء نتائجها غالبا. [email protected] للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 239 مسافة ثم الرسالة