ترى الأبحاث العلمية وليس الكلام الارتجالي والمجاني، بأن البيض في أمريكا لديهم قوالب وصور ذهنية جاهزة عن السود من نفس البلد، وفي مقالة علمية حملت عنوان: مجرمون سود ورجال شرطة بيض (2006) وتناولت تأثير التقديم التلفزيوني غير المنصف أو المتحامل، على العلاقة الحقيقية بين منفذي القانون والخارجين عليه، قال ترافيس ديكسون بأن النظرة المنحازة ضد السود في الولاياتالمتحدة، يمكن الوقوف عليها بسهولة في موقف الشارع الأبيض، أو في مخاوف النساء والرجال البيض من أن يكونوا ضحايا محتملين لمجرمين شباب من الأقليات العرقية أو من السود تحديدا، وهو حمل الإعلام، أو للدقة نشرات الأخبار والمحطات الإخبارية، مسؤولية هذه التصورات الخاطئة وغير المتوازنة، واعتبر أنها تصر باستمرار على وضع السود في خانة المشتبه فيهم إذا وقعت أية جريمة عنيفة، تماما مثلما يحدث في الأعمال الإرهابية حول العالم، وافتراض أن العرب والمسلمين خلفها دائما، إلى أن يقوم دليل قوي يثبت العكس. قرأت أيضا أن التلفزيون الأمريكي يبالغ في تقديمه للرجال السود بوصفهم خارجين على القانون، ويخصص لهم مساحات بث أطول مقارنة بالبيض، وأنه لا يهتم بتغطية أخبارهم كضحايا إلا نادرا، وكتب روبرت انتمان (1994) بأن المجرم الأسود قد لا يذكر بالاسم في الإعلام ويكتفى بالإشارة إلى أصله العرقي وخطورته، وأضيف إليهم الشرق أوسطيين والآسيويين، بل وسكان أمريكا الأصليين يسمونهم «نايتف أميركان» والأمر قد يبدو طبيعيا لولا أن المجرم الأبيض يتمتع بحصانة إعلامية ضد ما ذكر، ولم أسمع أن الإعلام الأمريكي أشار في أخباره عن الجريمة، إلى رجل من أصول إنجليزية أو فرنسية أو روسية وهكذا، فالشعب الأمريكي إجمالا وكما هو معروف مزيج من عرقيات متعددة، والقاعدة أن أصابع الاتهام تتجه إلى السود عندما تكون الضحية بيضاء، وهناك ربط عجيب بين السود والجريمة في أمريكا، مالم أقل بأنها تجتهد في تصدير الفكرة إلى بقية الدول، وهذا لا يلغي بالتأكيد الظروف الاجتماعية والأحوال المعيشية الصعبة لأصحاب البشرة السوداء، ودورها ربما في دخولهم إلى عالم الجريمة أو إجبارهم عليها. الإعلام يلعب دورا أساسيا في بناء الأحكام الاجتماعية عن العرقيات المختلفة، حتى ولو كان المنقول إعلاميا فيه تشويه أو تحريف، أو لايمثل الواقع الفعلي لهذه العرقيات، والكلام ليس لي وإنما قاله جيمس جونسون وزملاؤه (1997) وبناء عليه يمكن القول بأن المحتوى الإخباري الذي يربط بين العرق أو اللون أو الجنسية والجريمة، يمارس سلطة استثنائية في تكوين انطباعات وتصورات الجماهير، والمشاهد الأبيض في أمريكا يفضل المجرم الأسود أو الملون على غيره، ويقوم بالتصرف ذاته مع الإرهابي العربي أو المسلم، بل ويحاول ابتكار الأعذار أو التبريرات، غير المعقولة أحيانا، إذا خالفت النتائج توقعاته أو تخميناته، ومن باب التدليل، يوجد تصور أمريكي عام يعتقد بأن معظم مرتكبي جرائم الاغتصاب ضد النساء هم من الرجال السود، والمفارقة أن تقارير وزارة العدل الأمريكية لسنة 2002، تؤكد جزءا من هذه المعلومة وتنفي جزءها الآخر، فقد أشارت إلى أن النساء البيض يشكلن ما نسبته 74 في المائة من المغتصبات أو المتحرش بهن، ثم يأتي المهم وهو أن 88 في المائة من المغتصبين أو المتحرشين هم من الرجال البيض وليس السود، ورغم ذلك فالسلوك المشحون وسوء الظن في الأمريكيين السود حضر ويحضر في مناسبات كثيرة، منها على سبيل المثال، وعلى المستوى الإنساني كارثة «نيواورلينز» ومحاكمة «أو.جي. سيمسون» واتهامات التحرش ضد نجم البوب الراحل «مايكل جاكسون». لم ينجح من قبيلة الرجال السود إلا «باراك أوباما» وللأمانة لا زلت لا أستوعب وصوله إلى الرئاسة، إلا مقرونا بنائبه ووزيرة الخارجية ووزير الدفاع، وكبير موظفي البيت الأبيض، والصوت الأمريكي في الأممالمتحدة، والقادة العسكريين في العراق وأفغانستان، والقائمة تطول مع ملون هنا وملون هناك للزينة وذر الرماد في العيون، وكلها مناصب سيادية وكلهم بيض «أقحاح» أصلا وفصلا، ثم لماذا لا يغير «أوباما» لون البيت الرئاسي إلى الأسود؟ على الأقل حتى يقتنع العالم بأنه صانع القرار السياسي الأول في الولاياتالمتحدة، وأنه حامل لواء «التغيير» كما قال في حملته الانتخابية، وهل يملك فعلا اتخاذ مثل هذا القرار التاريخي والخطير في فترته الرئاسية فقط؟ كذلك الأمريكيةالبيضاء، في رأي المهتمين وأهل الاختصاص، لديها انطباعات سيئة وغير محايدة تجاه الرجل الأسود، ومشاعرها السلبية نحوه، ترتفع حدتها عند ارتكابه لجريمة تدخل في دائرة العنف أو الأمور الجنسية والأخلاقية، وقد يقال بأن العلاقة الحميمة بين الأسود والبيضاء أو بين الأبيض والسوداء، لا تنتظرها إلا النهايات الفاشلة غالبا، ما لم تكن محكومة بمصالح سرية أو منافع جسدية، أو أن تكون المرأة البيضاء من «أوروبا الشرقية» وهؤلاء مسالمات وبريئات جدا ولا يختلفن عن بعض النساء في العالم العربي وعن العمالة الآسيوية في الخليج.!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة