دأب الكاتب محمد أحمد الحساني على جلد المعلم بسياط قلمه ظالما أو مظلوما، فإن لم يجد ما يكتبه في زاويته «على خفيف» تذكر المعلم، وبدأ بجلده من أول مقاله إلى آخره، ولكن من زاوية «على ثقيل» وكأنه يتلذذ بإراقة هيبته، ووقاره، وتقديره بين أفراد المجتمع، وليس هذا وحسب، بل يقرر، ويحكم، ويقوم بدور الخصم والحكم في آن واحد، وبعد هذا كله يتساءل في مقاله بعنوان: «ما رأيكم يا عشاق الفلكة؟» المنشور في صحيفة «عكاظ» بتاريخ 6/4/1431ه، عن رأي عشاق الفلكة في ما حصل للصبي المكي الذي حاول الانتحار نتيجة تعرضه للضرب على يد معلمه؟ ويبدو أن الكاتب نسي أو تناسى أن قضية ذلك الصبي حولت إلى دائرة الاعتداء على النفس بهيئة التحقيق والادعاء العام؛ لمعرفة الدوافع القاهرة التي اضطرت الصغير إلى الإقدام على محاولة الانتحار! أي أن القضية في طور التحقيق، والبحث عن الأسباب التي دفعت الصبي إلى ذلك، فلماذا هذه الجلدات الاستباقية من قبل الكاتب للمعلم والقضية لم ينته التحقيق فيها؟ فقد تكون هناك أسباب أسرية، أو نفسية، أو أي شيء آخر دفع الطفل إلى ذلك لا علاقة للمعلم به، ويكون بريئا، ونحن نلوم ونجلد. وبخصوص المقولة الشهيرة التي تقال للمعلمين من أفراد المجتمع سابقا «لنا العظم ولكم اللحم» كان ذنب المجتمع الذي يردد ويكرر تلك المقولة على مسمع ومرأى الجميع وليس ذنب المعلم، وقد تكون أنت من عشاقها عندما كنت معلما، والآن استبدلت العصا بالقلم، وجلدت به المعلم من حين لآخر. أما مسألة الانتحار فالمجتمع تحدث فيه محاولات انتحار من أفراده ولا توجه أصابع الاتهام لموظف معين أو لإدارة أو لوزارة معينة، ولكن عندما يكون المعلم طرفا فيها ولو بعيدا يكون كبش الفداء. صبري منصور القرشي مكة المكرمة