وجه الكاتب رائف بدوي انتقاداته للمطالبين بتحييد علماء الفلك في مسألة رؤية الأهلة ، ونصح من خلال مقاله الذي نشرته الزميلة ” البلاد ” وكالة ناسا الفضائية بترك أجهزتها والاستفادة من الفلكيين الشرعيين وإيفاد علماءها للدراسة على أيديهم . وفيما يلي نص المقال : طالب أحد الوعاظ الاستعراضيين بضرورة تأديب علماء الفلك !! قائلاً ” ابتلينا في هذه السنوات الأخيرة بالفلكيين الذين يخطئون الرؤية الشرعية ، ولا نعترض على مبدأ الحساب الفلكي ، فهو علم موجود منذ القدم ، لكن الاعتراض على التشكيك في “الرؤية الشرعية ” ويضيف بأن بعض هؤلاء الفلكيين مجرد هواة ، فكيف يعترضون على خبراء شرعيين لهم ثلاثون عاماً في الميدان ، يوم كان أولئك أطفالا . انتهى . في الحقيقة لفت نظرنا هذا الواعظ الجليل لحقيقة كانت مغيَّبة عني وعن القراء الكرام ألا وهي وجود ما يسمى ( عالم فلك شرعي ) !!. جميل وعجيب هذا المسمى فمن خلال خبرتي المتواضعة وبحثي الغير بسيط في أمور الكون ونشأته والكواكب لم يمر علي يوماً هكذا مصطلح ، لذا أنصح وكالة الفضاء الأمريكية ناسا بترك التلسكوبات والاستفادة من فلكيينا الشرعيين الذين فاقت حدة بصرهم وبصيرتهم تلسكوبات ناسا المعطوبة، ولا مانع من إيفاد عدد من علمائهم الفلكيين ليدرسوا ويتتلمذوا ويثنوا الركب عند فلكيينا الشرعيين.بل وأنصح جميع علماء العالم الآخرين في مختلف المجالات أن يتركوا مكاتبهم ومختبراتهم ومراكز بحوثهم وأماكن تجاربهم وجامعاتهم ومعاهدهم وغيرها، وأن يتوجهوا فوراً إلى حلقات وعاظنا العظماء، ليتعلموا منهم جميع أنواع وتفاصيل العلوم الحديثة في الطب والهندسة والكيمياء والأحياء الدقيقة والجيولوجيا والفيزياء النووية وعلوم الذرة والبحار والمتفجرات والصيدلة والأنثروبولوجيا وغيرها ، بجانب علوم الفلك والفضاء طبعاً، فقد أثبتوا -حفظهم الله- أنهم المرجع النهائي الذي يملك القول الفصل في كل شيء، وبشكل صحيح يجب على جميع البشر التسليم والاستسلام والإذعان له دون تردد أو نقاش. إن كل دول العالم بلا استثناء تستقطب العلماء في شتى المجالات ، وتقدم لهم العروض المغرية ، وتوفر لهم كل وسائل الدعم المادي والتقني ، وتمنحهم الجنسيات وتذلل أمامهم كل الصعوبات التي قد يواجهونها في سبيل نجاح واستمرار بحوثهم وتطويرها.إننا نجلد شارب الخمر ثمانين جلدة؛ فكم جلدةً يستحق هؤلاء العلماء الفلكيين.