تحدثت تقارير صحافية أمس عن تخوفات في أوساط القيادة السياسية في إسرائيل من أن الولاياتالمتحدة تسعى إلى عزل إسرائيل في أوروبا والعمل على فرض تسوية سلمية بين إسرائيل والفلسطينيين. ونقلت صحيفة (هآرتس) عن مصادر سياسية رسمية في الحكومة الإسرائيلية تقريرها أن الهدف من وراء طرح الرئيس الأمريكي باراك أوباما مطالب أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال لقائهما في البيت الأبيض يوم الثلاثاء الماضي، هو عزم الإدارة الأمريكية فرض تسوية دائمة على إسرائيل والفلسطينيين في غضون أقل من عامين. كذلك تعتبر الحكومة الإسرائيلية أن المطالب الأمريكية هي أولية وحسب، وأنه يختبئ وراءها تحول دراماتيكي في السياسة الأمريكية تجاه إسرائيل. وذكرت (هآرتس) أنه بين المطالب العشرة التي طرحها أوباما أمام نتنياهو أربعة تتعلق بالقدسالشرقية، وهي فتح مقر الغرفة التجارية الفلسطينية، ووقف هدم البيوت في الأحياء الفلسطينية، ووقف مخططات البناء في المستوطنات في القدسالشرقية، والامتناع عن تنفيذ أعمال بناء في مستوطنة (رمات شلومو) في القدسالشرقية. ويذكر أن إعلان إسرائيل عن إقرار مخطط لبناء 1600 وحدة سكنية في (رمات شلومو) خلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جوزيف بايدن لإسرائيل قبل ثلاثة أسابيع أدى إلى إشعال فتيل الأزمة في العلاقات بين إسرائيل والولاياتالمتحدة. ووفقا ل(هآرتس) فإن مطلبا آخر طرحه أوباما يقضي ببحث قضايا الحل الدائم للصراع الإسرائيلي الفلسطيني خلال المفاوضات غير المباشرة، يعتبر بنظر الإسرائيليين مطلبا خطيرا بادعاء أنه يشكل تجاوزا للمفاوضات المباشرة، وإنشاء إطار يتم بواسطته فرض تسوية دائمة على الجانبين يبلورها الأمريكيون أنفسهم.وتنظر الحكومة الإسرائيلية بخطورة وتوجس إلى نمط الأداء الدبلوماسي الأمريكي الجديد تجاه إسرائيل، خصوصا ما يتعلق بتوجه مسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية إلى دول أوروبية حليفة لإسرائيل وأولها ألمانيا في محاولة لعزل إسرائيل وممارسة ضغوط سياسية كبيرة عليها.ونقلت الصحيفة عن المسؤولين السياسيين قولهم إن السياسة الجديدة لإدارة أوباما تتناقض مع تعهدات إدارات أمريكية سابقة تجاه إسرائيل.