نقلت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية عن مسؤولين إسرائيليين كبار قلقهم من أن الرئيس الأميركي باراك اوباما يسعى ليفرض على إسرائيل تسوية دائمة للصراع مع الفلسطينيين في غضون عامين. وأشار هؤلاء إلى أن أربعة من المطالب التي طرحها الرئيس الأميركي على رئيس الحكومة الإسرائيلية في لقائهما في البيت الأبيض الأسبوع الماضي تتعلق بالقدس: فتح الغرفة التجارية الفلسطينية في القدسالشرقية، عدم هدم منازل فلسطينيين، عدم تنفيذ بناء 1600 وحدة سكنية في مستوطنة رمات شلومو، وتجميد البناء اليهودي في مستوطنات القدسالشرقيةالمحتلة. وتابعت الصحيفة أن أوساطاً سياسية رفيعة ترى أن مطالب الرئيس اوباما من إسرائيل ليست سوى "طرف جليد يختبئ وراءه تحول دراماتيكي في السياسة الأميركية تجاه إسرائيل". واعتبرت هذه الأوساط مطالبة الرئيس اوباما بأن تتناول المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين القضايا الجوهرية للصراع "خطيرة للغاية، لأنها تخلق إطاراً يمكن من خلاله فرض التسوية الدائمة على الطرفين". واتهمت هذه الأوساط واشنطن بتأليب اوروبا ضد إسرائيل وأشارت تحديداً إلى توجهها إلى المانيا، "في محاولة لعزل إسرائيل وممارسة ضغط سياسي عليها". وكانت أوساط في وزارة الخارجية أعربت عن قلقها من أن تشهد العلاقات بين الدولة والعبرية واوروبا أزمة خطيرة في أعقاب الأزمة مع الولاياتالمتحدة. وأشارت الصحيفة إلى ان هذا القلق تبدّى جلياً خلال المؤتمر عبر الفيديو الذي أجراه وكيل وزارة الخارجية يوسي غال مع سفراء إسرائيليين في سبع دول اوروبية. وتوقع السفراء أن تذهب الدول الاوروبية في تصعيدها أبعد من واشنطن وأن تحاول دفع مبادرات سياسية مختلفة واتخاذ "قرارات سيئة" ضد إسرائيل. وأبرزت الصحف الإسرائيلية ما جاء في قناة "بي بي سي" أمس من أن الولاياتالمتحدة قد تتوقف عن الاستخدام الفوري لحق النقض الفيتو في مجلس الأمن الدولي في أي قرار يتخذه المجلس ضد إسرائيل، مثلما فعلت حتى اليوم. إلى ذلك تساءلت الصحف بتهكم عما إذا كان الرئيس اوباما سيغيّر، خلال مأدبة العشاء التي يقيمها في البيت الأبيض ل 20 من المستشارين والعاملين اليهود لمناسبة الفصح اليهودي (ليل التهيئة)، التهنئة التقليدية التي يتبادلها اليهود "السنة المقبلة (نحتفل) في القدس المبنيّة" ب "القدس المشطورة" على خلفية مطالبته إسرائيل بوقف البناء في القدسالشرقية.