لم يكتب الله أن يشهد المعمر داخل عوض الله المعبدي (120 عاما) صك براءته من تهمة ارتداء لباس رجل أمن وتهجمه على عمالة آخر الليل في محافظة خليص قبل عام ونصف العام، إذ رحل صباح أمس عن الدنيا، تاركا لأبنائه من بعده متابعة قضيته في المحكمة والتي تبنتها الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة. ودفن المعبدي عصر أمس في خليص (90 كيلو مترا شمال شرق جدة) كما أوصى، قبل أن تتردى حالته الصحية التي نقل على إثرها من مستشفى خليص إلى مستشفى الملك عبد العزيز في مكةالمكرمة، ومنه إلى مستشفى الملك فهد في محافظة جدة، إذ تمكنت جمعية حقوق الإنسان بالتنسيق مع الشؤون الصحية في جدة من نقله إليها، تحقيقا لطلب أحفاده، («عكاظ» 5/3/1431ه). وطالب أبناء المعمر وأحفاده برد اعتبار المعبدي من التهمة التي أكدت شرطة المحافظة أنها تهمة كيدية، قبل أن يلجأوا إلى جمعية حقوق الإنسان مستندا على أذرع أبنائه، («عكاظ» 2/3/1431ه). وخاطب فرع الجمعية محكمة خليص في السابع من ربيع الأول الماضي، مطالبا إياها في إسراع النطق بالحكم، وهو ما لم ترد عليه المحكمة حتى وقت مثول الصحيفة للطبع. وفيما حاولت «عكاظ» استنطاق المعبدي تجاه التهمة الكيدية الموجهة له، لم يتمكن من الحديث لعدم قدرته على السمع والنطق، كما أنه لا يشعر بمن حوله، وسبق أن حضر العديد من جلسات المحكمة على حد قول أبنائه وأحفاده «رغم معاناته من الفشل الكلوي وضغط الدم وأمراض أخرى فيما لم يحضر الخصم سعيا منه لإنهاء القضية بالصلح». يذكر أن المعبدي تردد على المحاكم لأكثر من عام ونصف العام إثر شكوى كيدية قدمها شخص ضده واتهمه فيها بارتداء ملابس حارس أمن والتهجم على العاملين لديه، ما دعا الرجل المسن إلى اللجوء لجمعية حقوق الإنسان لإنصافه ورد اعتباره من الشخص. ونظرا لطول جلسات التقاضي في نطق الحكم وتزايد سوء صحة المعبدي، اضطر أبناء وأحفاد المعبدي لحمله بين أياديهم إلى فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة؛ للمطالبة بإنهاء معاناته مع المحكمة بعد أن أمضى عاما ونصف العام ينتظر محكمة خليص أن ترد الاعتبار مما نسب إليه من اتهام.