لجأ داخل عوض الله المعبدي (120 عاما)، مستنداً بأذرع أبنائه، إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان لإنصافه ورد اعتباره من أحد الأشخاص في المحافظة الذي اتهمه بارتداء لباس رجل أمن وتهجمه على عماله آخر الليل. «ومن أين لي هذه القوة وأنا في خريف العمر»، بحسب تعبير المعبدي ل «عكاظ»، أن أقوم بكل هذه الأفعال، «إذ لا أقوى على تناول كأس الماء إلا بمساعدة أبنائي»، مؤكدا أن الدعوى المقدمة ضده «كيدية»، ويطالب محكمة خليص العامة بحكم يرد اعتباره، خصوصا -والحديث لا يزال للمعبدي- أن التحقيقات أثبتت كيدية الشكوى وأنه لا صحة لها. ونظرا لطول جلسات التقاضي في نطق الحكم، وتزايد سوء صحة المعبدي الذي يسكن في محافظة خليص (90 كلم شمال شرقي محافظة جدة)، اضطر أبناء وأحفاد المعبدي لحمله بين أياديهم إلى فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة، للمطالبة بإنهاء معاناته مع المحكمة بعد أن أمضى عاما ونصف العام ينتظر محكمة خليص أن ترد الاعتبار مما نسب إليه من اتهام. من جانبها، حاولت «عكاظ» التي تواجدت في فرع الجمعية التحدث مع المعبدي، إلا أن حالته الصحية منعته من ذلك، إذ -وكما يقول أبناؤه- إن أباهم لا يشعر بمن حوله ولا يسمع من يحدثه، متسائلين: كيف له أن يرتدي لباسا عسكريا ويهدد من حوله. وأشاروا إلى أنهم لجأوا إلى حقوق الإنسان للتعجيل في الحكم ورد اعتبار والدنا قبل وفاته، إذ أرهقتنا جلسات النطق بالحكم، رغم ما أثبتته محاضر التحقيق بأن الدعوى كيدية. وأوضح صبحي المعبدي (حفيد داخل المعبدي)، أن جده فقد زوجته قبل 40 عاما، كما فقد أخوته، فعاش وحيدا في خيمة مزقتها السنون على أطراف بادية الفج في محافظة خليص. وحول الشكوى الكيدية يقول صبحي: إن المفاجأة الكبرى أن من تقدم بالدعوى ضد جدي لا نعرفه ولا يعرفنا، لكن يبدو أن أحدا أوشى لديه ضد جدي، ما دعاه للشكوى، مشيرا إلى أن هذا ما كشفه لنا الشخص عندما شاهد جدي لأول مرة في المحكمة، إذ ولى هاربا من الجلسة وبدأ يرسل لنا الناس طلبا في الصلح. ويتابع صبحي: إننا رفضنا الصلح لأن هذا الشخص اتهم جدي زورا واقتاده إلى الشرطة وهو طريح الفراش، يغيب عنه الوعي لساعات ويعود له دقائق. واستطرد: أنه قبل عام ونصف العام جاء رجال الشرطة يبحثون عن جدي، وأصروا على أخذه معهم رغم عجزه ودخوله مرحلة خريف العمر، واستكمل ضابط الشرطة في القسم أوراق الدعوى، مثبتا فيها أن الشكوى كيدية ورفعها إلى الادعاء العام الذي بدوره أحالها إلى المحكمة، كوننا طلبنا برد الاعتبار لسمعة جدي. وزاد الحفيد صبحي: أن جده حضر العديد من الجلسات محمولا على الأكتاف غير قادر على النطق، إذ يعاني من فشل كلوي وضغط وأمراض أخرى، فيما لم يحضر الخصم، سعيا منه لإنهاء القضية بالصلح. من جهته، قال المشرف على فرع الجمعية في منطقة مكةالمكرمة الدكتور حسين الشريف إن الفرع يعتزم مخاطبة محكمة خليص للإسراع في النطق بالحكم، خصوصا أن القضية منظورة منذ أكثر من عام ونصف العام، واصفا هذا النوع من القضايا بأنها كيدية وهي ترهق القضاء.