بعد سنة ونصف من التردد على المحاكم بسبب شكوى كيدية قدمها شخص ضده، اتهمه فيها بلبس ملابس حارس أمن والتهجم على العاملين لديه، لجأ داخل عوض الله المعبدي (120 عاماً)، إلى الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان لإنصافه ورد اعتباره من أحد الأشخاص في المحافظة الذي اتهمه بارتداء لباس رجل أمن وتهجمه على عماله آخر الليل، كما نشرت صحيفة "عكاظ" الثلاثاء 16-2-2010. ونظراً لطول جلسات التقاضي في نطق الحكم، وتزايد سوء صحة المعبدي الذي يسكن في محافظة خليص (90 كلم شمال شرقي محافظة جدة)، اضطر أبناء وأحفاد المعبدي لحمله بين أياديهم إلى فرع الجمعية الوطنية لحقوق الإنسان في منطقة مكةالمكرمة، للمطالبة بإنهاء معاناته مع المحكمة بعد أن أمضى عاماً ونصف العام ينتظر محكمة خليص أن ترد الاعتبار مما نسب إليه من اتهام. ويعاني المعبدي من حالة صحية متردية ويقول أبناؤه إن أباهم لا يشعر بمن حوله ولا يسمع من يحدثه، متسائلين: "كيف له أن يرتدي لباسا عسكريا ويهدد من حوله". وأشاروا إلى أنهم لجأوا إلى حقوق الإنسان للتعجيل في الحكم ورد اعتبار والدهم قبل وفاته، رغم ما أثبتته محاضر التحقيق بأن الدعوى كيدية. أوضح صبحي المعبدي (حفيد داخل المعبدي)، أن جده فقد زوجته قبل 40 عاما، كما فقد اخوته، فعاش وحيدا في خيمة على أطراف بادية الفج في محافظة خليص. وحول الشكوى الكيدية يقول صبحي: إن المفاجأة الكبرى أن من تقدم بالدعوى ضد جدي لا نعرفه ولا يعرفنا، لكن يبدو أن أحدا أوشى لديه ضد جدي، ما دعاه للشكوى، مشيرا إلى أن هذا ما كشفه لنا الشخص عندما شاهد جدي لأول مرة في المحكمة، إذ ولى هاربا من الجلسة وبدأ يرسل لنا الناس طلبا في الصلح. ويتابع صبحي: إننا رفضنا الصلح لأن هذا الشخص اتهم جدي زورا واقتاده إلى الشرطة وهو طريح الفراش، يغيب عنه الوعي لساعات ويعود له دقائق. واستطرد: أنه قبل عام ونصف العام جاء رجال الشرطة يبحثون عن جدي، وأصروا على أخذه معهم رغم عجزه ودخوله مرحلة خريف العمر، واستكمل ضابط الشرطة في القسم أوراق الدعوى، مثبتا فيها أن الشكوى كيدية ورفعها إلى الادعاء العام الذي بدوره أحالها إلى المحكمة، كوننا طلبنا برد الاعتبار لسمعة جدي. وزاد الحفيد صبحي: أن جده حضر العديد من الجلسات محمولا على الأكتاف غير قادر على النطق، إذ يعاني من فشل كلوي وضغط وأمراض أخرى، فيما لم يحضر الخصم، سعيا منه لإنهاء القضية بالصلح.