أتمنى من الله أن أقرأ صحيفة محلية ذات يوم ولا أجد فيها أي تقرير صحافي عن وفاة مواطن أثناء تلقيه العلاج. توجد لدينا مشكلة في هذا الصدد، وربما كنا من بين شعوب تحتاج إلى إنشاء جمعيات لتأهيل الأطباء قبل دخولهم غرف العمليات، إذا كانوا أطباء بالفعل درسوا بما فيه الكفاية ومارسوا الزمالة، وتدربوا بما فيه الكفاية لتناول حالات يتطلب الموقف الجراحي أداءها بشكل صحيح. الرأي العام لا يرفض الخطأ، فالخطأ الطبي موجود موجود، ويفترض بالندرة أن يكون موجودا، ولكن عندما تتحول حالات الندرة إلى وفرة، وما بعد الوفرة يقام سرادق العزاء، فما هي الفائدة إذن من وراء بحث المرضى عن فرصة يتلقون من خلالها العلاج. بالأمس، ارتكبوا خطأ طبيا في حق الفتاة غدير ذات الأحد عشر ربيعا، وانتقلت الفتاة إلى رحمة الله، وبقي والدها مكلوما لا يدري ماذا يفعل ولا من يخاطب. ومن قبل هذا وذاك فالروايات المتواترة بالنقل عن تقارير صحافية تؤكد أن الفتاة دخلت مستشفى الولادة في المدينةالمنورة، ومن خلال المستشفى انتقلت إلى رحمة الله. ومن قبل هذا ومن بعد أيضا فقصة الطبيب الذي أجرى أربع عمليات بواسير لمرضى وكانت جميع العمليات بأخطاء.. خطأ وراء الآخر.. وأدت الأخطاء إلى مضاعفات.. والقصة معروفة لدينا على مستوى المحافظة هنا معروفة.. لقد أحالوه إلى التحقيق لدى الهيئة الطبية الشرعية. وبدوره، يريد الطبيب أن يرفع قضية قذف لدى المحكمة الجزئية! وفي الآونة الأخيرة، قصة طبيب الأسنان معروفة أيضا، فقد أدخلوه غرفة العمليات، وهناك من خلال خطأ طبي أو خطأ فني عبر أجهزة التخدير قضوا عليه، وأصيب الدكتور بشلل كلي على يد أطباء مثله، ولاحقا انتقل الرجل إلى رحمة الله أيضا، وأورثوا زوجة الدكتور وأبناءه حزنا. وكذلك والد الدكتورة حياة سندي، فقد جعلوا هذه المواطنة تدخل نفق حزن غير متوقع من نوعه، لأن والدها مات أيضا في ظروف على هكذا نحو، وربما من خلال ملابسات تتفق أو تختلف عن ما هو سابق إليه، ولكن الرجل قضى وانتقل إلى رحمة الله. كيف يثق المواطن أيضا بمسألة العلاج، وما الذي يضمن لي أن هذا الإنسان، إذ أكون مريضا، «اللهم لا تمرضني لكي لا ألقى حتفي على إيديهم»، الذي تعمل يداه داخلي هو طبيب وجراح حقيقي صحيح. لسنوات خلت، كتبنا هناك ومررنا من هنا وقلنا وصرخنا: جدوا هيئة إجازة طبية بلجان يتوافر فيها جراحون حقيقيون، لكي يفحصوا شهادات هؤلاء الناس، واكتبوا وكاتبوا الجهات ذات الاختصاص بمرفقاتها والآيل إليها استصدار شهادات الطب، وبذلك تعرفون إذا لم يكن من خلال المقابلات فمن خلال المكاتبات، وإذا لم يكن من خلال هذه ولا تلك، فلن تعدم وزارة الصحة الوسيلة الصحيحة لوضع يدها على الموقف الصحيح. إذا كان الجراح صحيحا، فالخطأ في يده قطعا يكون أقل إحراجا وأقل مضاعفات، ويمكنه من خلال هذه أو تلك تدارك الخطأ، وإذا لم يتمكن فقطعا هذه مشيئة الله. وتبقى الحقيقة أن الجراح -برستيجا لا بالمهنة- يتخذ الجراحة ممارسة، إذا ما نفذ إلى غرفة العمليات، فعندئذ ترخص حياة الآخرين بوجوده، ولتغطية مشاكله واعتباراته، فهو لن يعترف لهيئات العالم لو جئنا بها لاستجوابه، قطعا لن يعترف ولو أدى نكرانه إلى قتل من في الأرض جميعا على يديه. أنه ملاك رحمة في قناعة نفسه، ويجب علينا مساعدته «سكوتا» للقضاء علينا، وفي الطرف المقابل فهو يساعدنا في القضاء على من يقع بين يديه! فاكس: 065431417 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة