الحالة الأولى: زوجان تطلقا وبقي الأبناء لدى الأم، وبعد فترة وجيزة وتحديدا حين نما لعلم الطليق أن مطلقته سوف تتزوج، أخذ الأبناء طمعا بأن تغير رأيها وتلغي فكرة الزواج، خاب ظن الطليق، وتم الزواج فعلا، فحاول مجددا تعكير جو الزواج طالما أنه لم يستطع «فركشته»، فزج بالأبناء إليها، وهكذا دواليك. الحالة الثانية: الأبناء لدى الأم المطلقة، وكان طليقها أي والد الأبناء يتحسر لوعة وولها لرؤية أبنائه بفضل ما تمارسه طليقته من أساليب «المرمطة» لدرجة تمضي شهور لا يستطيع رؤية أبنائه إلا لماما، حتى غدت رؤيتهم مرهونة بشروط مطلقته التي لا تخلو من المساومة حينا والإذلال والمهانة أحيانا أخرى، ولمجرد أن سمعت بنية زواج طليقها، طلبت وراءه على الفور ليأخذ أبناءه. الحالتان أعلاه واقعيتان ويتكرر حصول مثل تلك الحالات في المجتمع وإن بدرجات وإشكال مختلفة. ولا أخفيكم أنني تعمدت اختيار هاتين الحالتين لأنهما تمثلان نموذجين لتعسف كل من الرجل، كما رأينا في الحالة الأولى، والمرأة «الحالة الثانية» توخيا للموضوعية والحياد، عموما كلتا الحالتين لا تحتاج كثيرا من الذكاء أو الفطنة للتعرف على الدوافع الأساسية لتلك السلوكيات. ولماذا نقول دوافع فلنسم الأشياء بمسمياتها الحقيقة، فالدافع يعني أن هناك مبررا للسلوك، وهذا لا ينطبق على مثل هكذا حالات، فالأنانية، والغيرة، والعدوانية لا يجوز بأي حال أن تكون على حساب الأبناء. والملاحظ أن كلا المطلقين استخدم الأبناء كوسيلة وأداة لإشباع رغبة الانتقام وتصفية الحسابات أو للمساومة ولي ذراع الطرف الآخر للرجوع أو لحرمانه من الزواج. للتذكير نقول لكلا الطرفين، ومن على شاكلتهما، إن محاولة إيذاء كل منهما للآخر بهذه الوسيلة هي في حقيقة الأمر إيذاء للذات، ومهما ظن أو توهم أي منهما بأنه تغلب على الآخر أو نال منه فهو مخطئ مرتين.. مرة لأنه أو لأنها تسببا في إلحاق الضرر بالأبناء.. والثانية ألا جدوى من ذلك السلوك، فالمحصلة النهائية هي الخيبة والندم. ألا يكفي ما يعانيه الأبناء من الانكسار وفقدان الاستقرار نتيجة طلاق الأبوين؟ فليفكر الأبوان مليا وبشيء من العاطفة ومزيد من التعقل بمصير أبنائهما، وأن يعوضاهم بعض ما فقدوه جراء الطلاق. المحزن والمثير للسخرية أن كثيرا من حالات الطلاق يتم بهدوء ودون تبعات، لكن بمجرد أن يسمع أحد المطلقين بنية زواج الآخر يقيم الدنيا ولا يقعدها، ويكون الأنباء هم الوسيلة السهلة والورقة التي يلعبون بها. السؤال ما الباعث وراء ذلك السلوك: هل هو الأنانية أم الغيرة، وما يدرينا فقد يكون «الود»؟ فالبعض لا يشعر بفقدان الشيء إلا عندما يصبح عند غيره، وآخرون لا يثمنون ما كان عندهم إلا عندما يذهب لغيرهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 229 مسافة ثم الرسالة