عامان، يعيشهما المواطن حامد الصاعدي (50 عاما)، عازبا وحبيس قضبان حديدية داخل منزله في مكةالمكرمة، إذ لم تتمكن أسرته من مواصلة علاجه في مستشفيات العاصمة المقدسة، عقب امتناع عدد من المستشفيات عن استقباله، بذريعة عدم حمله بطاقة هوية وطنية. وكان المواطن أصيب قبل 30 عاما بانفصام في الشخصية، ودأبت أسرته منذ ذلك الحين إلى مراجعة العيادات النفسية والرقاة الشرعيين وحتى التداوي بالأعشاب، طمعا في وضع حد لمعاناته، التي ظلت تتفاقم على نحو مستمر رغم ذلك، ما دفعهم لحبسه داخل قضبان حديدية لمنع هروبه من المنزل أو إيذاء الآخرين. وأوضح شقيقه عبد الله الصاعدي أن حامد أصيب أخيرا بمضاعفات في نظره أفقدته جزءا من البصر، وباتت تهدده بفقدان كلي للنظر ما لم يحظ بتدخل طبي عاجل. وزاد الصاعدي «مستشفيات مكة الحكومية والخاصة رفضت استقبال حالته أو صرف الأدوية، ما لم تجدد هويته الوطنية، وحين مراجعتنا إدارة الأحوال المدنية قبل عامين لإكمال إجراءات استخراجها، صعقنا بوجود اسمه ضمن قائمة المتوفين». وأردف أنهم منذ ذلك الوقت وهم يسابقون الزمن، أملا في إدخال شقيقه إلى المستشفى من جهة، واستخراج هوية وطنية من جهة أخرى. إزاء ذلك، أكد مصدر في الأحوال المدنية في مكةالمكرمة (فضل عدم ذكر اسمه)، أنهم خاطبوا وزارة الداخلية في وقت سابق حول الموافقة على استخراج هوية وطنية للمواطن، بيد أنهم لا زالوا في انتظار الرد على المعاملة. وفي ذات السياق، أوضح ل «عكاظ» الناطق الإعلامي للشؤون الصحية في مكةالمكرمة فائق حسين أن الهوية الوطنية شرط أساس لدخول المريض إلى المستشفى، توطئة لتلقي العلاج. واستدرك فائق قائلا «هناك حالات يمكن استثناؤها، ومن بينها المرضى النفسيون، وعلى المعتل وأقاربه رفع شكوى إلى مدير المستشفى يشرح فيها حالته، أو مخاطبة الشؤون الصحية في حال عدم تجاوب إدارة المستشفى، تمهيدا لاستثناء حالته وفق الأنظمة المعمول بها».