على بعد أكثر من ألف كيلومتر من مسكنه في مدينة الرياض، وجد المواطن علي مخلف العنزي نفسه بلا ملابس، بلا نقود، بلا هوية. نهاية لم يكن يتوقعها لرحلة أداء فريضة الحج. أما بدايتها فحدثت عندما أصيب بذبحة صدرية نقل على إثرها إلى مستشفى الطوارئ بمشعر منى في مكةالمكرمة، ليفيق من وعكته على واقع صادم أنه أصبح "مجهول الهوية" بلا مال أو حتى قطعة قماش يستر بها نفسه. ويقول علي مخلف ل"الوطن": دخلت الجمعة الثامن من ذي الحجة الماضي لمستشفى الطوارئ بمنى وكنت أعاني من ذبحة صدرية مزمنة أحالوني على أثرها للعيادات الخارجية بالمستشفى وحولت إلى قسم الطوارئ بعد أن عملت لي أشعة سينية، ثم أمروا بإدخالي للجناح الطبي في قسم التنويم وأخذ موظف في نفس القسم كامل أغراضي ولا أعلم بعدها أين ذهبت خصوصاً أن حالتي كانت لا تسعفني لمعرفة ما يدور حولي ولا أستطيع التركيز والتمييز لانخفاض معدل الضغط والتنفس لدي، بعد ذلك حولت إلى قسم العناية المركزة في غرف العزل كون حالتي خطيرة". وعند خروجي ذهبت إلى مدير المستشفى الذي كان على علم بضياع أغراضي حيث قال "أنت صاحب الأغراض المفقودة"، وأقر بتحمل مسؤولية مستشفاه عن فقدان أغراضي ووقع على محضر الفقدان. ومن جانبه، أكد الناطق الإعلامي باسم مديرية الشؤون الصحية بالعاصمة المقدسة فائق حسين أن إدارة المستشفى لم تسجل أي أمانات للمريض علي العنزي إبّان مكوثه بالمستشفى. وبيّن فائق أن مدير المستشفى أبلغه أنه أعطى العنزي محضر الفقدان من باب "الفزعة والعاطفة" لتسهيل مهمة استخراج بدائل لبطاقاته الشخصية لاحقاً من الجهات المعنية. وبمراجعة "الوطن" لصيغة محضر الفقدان كما وقع عليه مدير المستشفى الذي يشير إلى فقد أغراض العنزي أثناء نقله بين قسم التنويم والعناية "العزل" استدرك فائق بالقول: طالما أن المحضر بهذا الكلام فإن الصورة تغيرت تماماً، وطلب فائق إمهاله فرصة لمدة يوم واحداً للوقوف على القضية، إلا أن الرد لم يأت حتى لحظة إعداد التقرير حيث استمرت "الوطن" بالاتصال عليه طيلة خمسة أيام لأخذ الرد ولكن دون جدوى.