(ذيب الخط السريع) ينتظر توقيعا واحدا فقط كي يحصل على وظيفة من شأنها تغيير مجرى حياته إلى درجة أنه سوف يتخذ بعد حصوله على هذه الوظيفة اسما مستعارا جديدا هو: (ثعلب شارع التحلية)!، ولكن الموظف الذي بيده هذا التوقيع لا (يتلحلح) أبدا رغم أنه يعرف (ذيب الخط السريع) جيدا، وبفضل مراراة الانتظار توصل ذئبنا العاطل إلى نظرية مفادها أن (الإلحاح لا يلحلح غير المتلحلح)، لذلك لم يجد طريقة أفضل من أن يرسل إلى ذلك الموظف عصماء يقول في مطلعها: (عدا زمان اللحلة ما تلحلحت.. بعدين ما يمديك حتى تلحلح)!. ويعاني الكثيرون من متلازمة (انعدام اللحلحة) ومن هؤلاء سكان العيص، وإذا كنتم لازلتم تتذكرون العيص التي واجهت قبل عدة أشهر هزات أرضية وتصدرت أخبارها عناوين الصحف ونشرات الأخبار، حيث تم إخلاء منطقتهم من السكان فإننا نقول لكم بأن أهالي العيص عادوا إلى بيوتهم، ولكن معاناتهم مازالت مستمرة حتى بعد توقف الهزات الأرضية، لأن الكثير من الإدارات الحكومية (لا تتلحلح) لتنفيذ الكثير من القرارات الخاصة بهم، حيث لم يستلموا حتى الآن المساعدات المالية المقررة ولم يصرف لهم شيء لترميم بيوتهم، بل إنه تم قطع الكهرباء عن بعض البيوت لأن أصحابها لم يسددوا فواتير الكهرباء، فهل (تتلحلح) وزارة المالية وتصرف المخصصات المالية المقررة لهم؟. أما أبو عبد الله فهو يعاني من عدم (لحلحة) الدوريات الأمنية في جدة، فقد اشترى شقة في حي الأمير عبدالمجيد النموذجي (الإسكان الجنوبي) كي يرتاح من الإيجارات، ولكنه فوجئ بأن شوارع الحي الذي اشترى فيه الشقة تقع تحت سيطرة مجموعة كبيرة من الشباب المستهترين والمزعجين، حيث يقومون بإغلاق الشوارع بسياراتهم، فلا يستطيع أحد المرور، كما يرفعون أصوات الموسيقى الصاخبة في منتصف الليل، وأصبح الكثير من الأهالي يخافون على أطفالهم بسبب هذه التجمعات الشبابية!. ولا يحتاج طلاب جامعة الملك فهد للبترول والمعادن إلا إلى أن (يتلحلح) العاملون في قسم الإنترنت والمعلومات في الجامعة (لحلحة) بسيطة جدا لمعالجة الانقطاع المستمر لشبكة الإنترنت داخل محيط الجامعة، مما يؤثر على دراستهم وبحوثهم، وفي جامعة أخرى أخطأ أحد المتقدمين خطأ بسيطا في إجراءات التسجيل يتعلق بأحد التواريخ أثناء قيامه بستجيل بياناته عبر الموقع الإلكتروني، وبرغم أن موظف التسجيل اطلع على جميع الأوراق التي مع هذا الشاب إلا أنه لم (يتلحلح) ويصحح الخطأ، بل ألغى الطلب وقضى على مستقبل الشاب!. أما أحد المواطنين فقد (تلحلح) في كل مكان دون أن (تتلحلح) الدوائر الحكومية الكثيرة التي مر بها بعد أن فقد شهادته الصادرة من إحدى الجامعات الفرنسية، فمن جدة إلى الرياض قضى صاحبنا وقتا طويلا في التفاهم مع موظفي التربية والتعليم ثم موظفي التعليم العالي ثم موظفي الخارجية.. وفي النهاية لم يوجد حل سوى أن (يتلحلح) ويعود إلى فرنسا، وإذا وجد صاحب الشهادة المفقودة أن الموظفين في فرنسا (لا يتلحلحون) أيضا، فإن عليه أن يعيد دراسته من جديد، وليتخصص هذه المرة في (اللحلحة)!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 211 مسافة ثم الرسالة