العيص ذات الذكر الشهير وذات التاريخ حيث ورد في كتب السيرة النبوية لقرب ذلك الوادي من طريق القوافل القادمة من الشام واليه خرج ابو بصير عتبة بن اسيد واجتمع اليه من بمكة من مسلمين لم يستطيعوا الهجرة الى المدينة للصلح بين النبي صلى الله عليه وسلم وبين قريش. وقل ان يخلو كتاب في الاماكن قديماً او حديثاً من ذكر وادي العيص، وانما تعرض له هذا الوادي من هزات بركانية جعلته يتصدر وسائل الاعلام العالمية.. وهذا قدر الله وما شاء فعل. وقد كانت الاستجابة الفورية والعاجلة والمباشرة من القيادة الحكيمة ممثلة في خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الامين وسمو النائب الثاني حفظهم الله نقل سكان العيص من منازلهم التي تعرضت للتصدع من جراء الهزات الى مراكز الايواء التي خصصت في اماكن بعيدة عن مواقع الهزات. وقد تابع هذا الامر متابعة ميدانية ومباشرة صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن ماجد بن عبدالعزيز أمير منطقة المدينةالمنورة حيث وقف شخصياً على مراكز الايواء وايضا متابعة اسكان اهالي العيص سواء في المدينةالمنورة او في ينبع وظل يتابع هذا الامر بشخصه ويصدر تعليماته الى الجهات ذات الاختصاص بالحرص على راحة المواطنين وتقديم الخدمات لهم في مقر ايوائهم أو اسكناهم، واليوم وبعد ان خفت الهزات والحمدلله واصبح سكان العيص في شوق الى العودة الى مساكنهم فإنني أرجو من سموه الكريم وهو الذي عرف عنه الاهتمام والحرص والعناية بكل ما يريح المواطنين ان يتبنى سموه اقامة مشروع إسكان متكامل لاهالي العيص. المشروع الإسكاني لاهالي العيص هذا المشروع يدرس فنياً دراسة مقننة من قبل مهندسين متخصصين بحيث تقام هذه المساكن بأسلوب معماري حديث ويراعي في ذلك موانع الزلازل مستفيدين من تجارب الدول الاخرى على أن يكون المشروع مزوداً بجميع الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية، وإنني على ثقة بأن سموه حفظه الله سيهتم بهذا الامر وسيحقق لسكان العيص الاطمئنان ويكفيهم مؤونة المعاناة والتنقل من مكان الى آخر.. فاتني أن أشير إلى الجزئية التاريخية عن العيص نقلتها عن الاخ العزيز عائض الرداري حيث نشرت في الزميلة المدينة بتاريخ 8 جمادي الآخرة وبالمناسبة فقد هاتفني كل من الاستاذ سعود بن طماح العنيني والشيخ طلال بن مسعد القاضي يؤيدان مشروع اسكان تنموي لسكان العيص تتوفر فيه جميع الخدمات الضرورية على ان تكون مبانيه خاضعة لدراسات فنية يراعى في ذلك موانع الزلازل. وكما اشار الزميل الردادي في كلمته آنفاً أين وزارة التخطيط وأين خطط التنمية. ماذا خطط لهذه المنطقة وماذا نفذ؟ وماذا لم ينفذ؟ وما الاسباب؟ والاهم الآن هو المبادرة الى تنمية العيص وقراها بعد انتهاء الازمة والقضاء على الفقر والاستعجال في اقامة مشروع الاسكان المقاوم للهزات والاستفادة من تجارب الدول الاخرى في هذا الخصوص. إن ما قامت به الدولة حفظها الله من اسكان مؤقت ومساعدة مالية كلها مؤقتة لمواجهة الهزات فماذا بعدها.. ومن خلال متابعاتي لما نشر عن معاناة الكثير من سكان العيص والقرى المجاورة لمست ان الفقراء يملأون البيوت حيث ان الكثير من بناتهم لا يستطعن اكمال تعليهن الثانوي وهذه مأساة تحيل الشرائح الاجتماعية المتوسطة قسرا الى شرائح الفقراء وتمتلئ البيوت بالعاطلين عن العمل والارامل اللائي لا يجدن من ينفق عليهن والعوائل اللائي فاتهن قطار الزواج وقتلهن الفراغ.. الفقراء تشاهدهم تميزهم من بيوتهم. وملابس اطفالهم وسياراتهم تجدهم في كل وقت يمنون انفسهم ليس بالثراء وانما بالستر والعافية وسد الرمق اوضاعهم محزنة.. رغم انهم يتجملون ويحاولون الظهور بمظاهر تخفي واقعهم المر. امام هذا الواقع. ماذا عملت استراتيجية الفقر؟ وماذا قدمت لمعالجة الفقر الذي يهدد آلاف الأسر. ومتى نرى تفاعل صندوق الفقر على ارض الواقع يعالج اوضاع الاسر المستحقة في العيص وما حولها حيث ان الوضع لسكان العيص والقرى المجاورة دون المأمول لحياة مواطن يطلب العيش الكريم في وطن الوفاء والعطاء.