أدى عدد من كبار المسؤولين والإعلاميين واجب العزاء في رائد الصحافة الراحل حامد المطاوع، الذي انتقل إلى جوار ربه البارحة الأولى في مكةالمكرمة، وتلقى أبناء الفقيد الدكتور أنمار، الدكتور قيصر، والمهندس وهاج، التعازي من جموع المعزين في دارهم في مكةالمكرمة تقدمهم نائب الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الدكتور محمد الخزيم. وكشف الإعلامي خالد الحسيني أحد المقربين من الراحل، أن الفقيد كان وجه دعوة لعدد من الإعلاميين لتناول وجبة العشاء في منزله في حي النزهة في مكةالمكرمة على شرف الدكتور عبد الله المناع، لكن المنية سبقت الراحل قبل إتمام دعوة العشاء. وكانت مكةالمكرمة قد شيعت صباح أمس رائد الصحافة السعودية حامد مطاوع، بعد الصلاة عليه عقب صلاة الفجر في المسجد الحرام. ووري جثمانه الثرى في مقابر المعلاة، بحضور عدد كبير من وجهاء المجتمع الإعلامي والثقافي والخيري. «عكاظ» قامت قبيل ظهر أمس بزيارة لمكتبه، الذي كان أنيقا كعادة صاحبه، تناثرت حوله بقايا كتب، بدت لنا أنها الكتب الأخيرة التي قرأها، حيث يوضح سائقه الخاص أن بيته كان ملتقى لأصحاب الحاجات، مشيرا إلى أنه يرى أن الستر والتأهيل شرطان أساسيان في مساعدة المحتاج، وقد عرفه منذ مرافقته لأكثر من 15 عاما. أما علاقة الراحل بنادي مكة الثقافي الأدبي، فهي علاقة قديمة، حيث يوضح نائب رئيس مجلس إدارة النادي الدكتور عبد الله العطاس أنه كان متواضعا، هادئا، أنيقا، مثقفا، وخيرا، فكان أحد رواد العمل الخيري في المملكة، كما كان أحد دعائم الثقافة المكية من خلال عمله كرئيس تحرير جريدة الندوة، أو في عضويته في نادي مكة الثقافي الأدبي، مستذكرا أن الراحل كان يحرص على حضور جلسات مجلس الإدارة رغم ظروفه الصحية، مؤكدا أنهم تعلموا من وجوده في المجلس أمورا كثيرة، منها: همته العليا، هدوؤه، اتزانه، طرحه الرشيق، أخلاقه، وتواضعه. أما عضو مجلس إدارة النادي الدكتور محمد مريسي الحارثي، فأوضح أن الراحل كان كاتبا إعلاميا من طراز قل أن تجد مثله في هدوء طبعه، وعمق رؤيته عندما يعالج قضايا المجتمع، مشيرا إلى أنه لم يكن بارعا في المحيط الإعلامي فحسب، بل عمل بجهد وافر في خدمة مجتمعه المدني في الأعمال الخيرية والتطوعية، آخرها عضويته في مجلس إدارة نادي مكة الثقافي الأدبي، فكان حريصا على مسيرة النادي، والتخطيط المستقبلي الاستراتيجي لحركة الثقافة في هذا المعلم الأدبي الثقافي، يدلك على ذلك عندما يناقش المجلس موضوعات الثقافة والمثقفين ويخطط للإعداد لها والتنفيذ، موضحا أن حب مطاوع للناس انعكس بشكل واضح على حبه لعمله، منذ أن كان كاتبا فرئيسا لتحرير الندوة، حتى أيامه الأخيرة، التي فوجئنا بنبأ وفاته بعد أن تغيب عن آخر جلسة لمجلس إدارة النادي في هذا الشهر.