نكأ زميلنا الأستاذ عيسى الحليان جرحا غايرا حين تحدث في مقاله ليوم الخميس الماضي (التكاليف الباهظة للمشاريع) عن ثلاثية، أو متلازمة ارتفاع التكاليف وإطالة المدة وسوء التنفيذ لمشاريعنا، متسائلا كيف تم افتتاح مطار دولي جديد في «استنبول» لم تتجاوز تكاليفه 500 مليون يورو، في الوقت الذي بلغت تكاليف عمليات تحسين مطار الملك عبدالعزيز 920 مليون ريال.. تحسين فقط!!.. الأستاذ عيسى أكثر خبرة ومعرفة بالمعلومات المتعلقة بهذا المجال، ودائما ما يكون مقاله في أي موضوع أشبه بالبحث المكثف الذي يعتمد على الأرقام والإحصائيات، ولو أراد لطرح كثيرا من الأمثلة وتحدث عن أسبابها، ولكن من منطلق أننا زملاء في صحيفة واحدة، وبما أن القضية التي تحدث عنها قد كتبت عنها في مرات سابقة، فإنني سأشاركه العجب والدهشة من استمرار هذا الوضع على ما هو عليه،بل تحوله من سيئ إلى أسوأ في واقع الحال. ذات مرة زرت المركز الرئيسي لجامعة جديدة آنذاك (قبل 10 سنوات تقريبا) في دولة عربية معروفة بجودة تعليمها، وكانت مباني الإدارة ومرافقها في غاية الجودة تصميما وتنفيذا، مما جعلني أتوقع تكلفة عالية، ولكن حين عرفت رقم المبلغ الذي أنجز كل التشييدات أصبت بالدوار لأنه ببساطة شديدة يمكن أن يكون تكلفة إنشاء شارع فرعي في إحدى مدننا. يبدو والله أعلم أننا نعرف جيدا أن التكلفة الحقيقية لأي مشروع لا تتعدى عشر أو خمس ما رصد له، ولكن لأننا مخلصون لمبدأ (يا بخت من نفع واستنفع)، فلابد أن نحسب حساب السلسلة الطويلة من مقاولي الباطن الذين ينتهي المشروع عند «أضعف عرق في كرشتهم»، بمبلغ زهيد يعطينا مشروعا سيئا بعد مدة طويلة تفرضها النزاعات والأخذ والرد حول تقسيم الحصص بين المقاولين و «المخلصين»" الذين يشرفون على المشاريع ويقدمونها للشعب .. لهذا السبب، ولأسباب كثيرة غيره (في أفواهنا كثير من الماء) نستنزف أموالا هائلة على مشاريع بائسة، ويتم هذا «عيني عينك» لأنه: كله بالنظام!!.. أما الشركات التي قال عنها الأستاذ عيسى إنها لا زالت تفوز بالمشايع رغم سجلها السيئ في التنفيذ، فإنه لا شيء يدعو للعجب بشأنها. إنها شركات سرطانية التغلغل بعلاقاتها (الحميمة) وشيكاتها السمينة التي تذعن لها الرقاب وتخر الجباه .. المسألة واضحة وبسيطة يا عم عيسى، فلا تشغل بالك. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة