«الصمت يخيم على الغار ومحمد الحنيف صلى الله عليه و سلم وحيدا، إلا من روحه الطيبة ونفسه المطمئنة .. يقطع سكون الغار وصمت المكان المريح، صوت جبريل وينير ظلمة الغار بهاء جبريل ونوره .. يثبت الله قلب نبيه الجديد وحبه الفريد لئلا يتوقف قلبه أو يتحول عقله لمفاجأة ما رأى وغرابته. يأخذ جبريل جسد النبي الجديد صلى الله عليه و سلم يضمه إليه يخاطبه (إقرأ)، يجيب النبي صلى الله عليه و سلم في رباطة جأش: ما أنا بقارئ .. لا يقصد رد الأمر ولا رفض الطلب، وإنما يبين الحال، فقد كان أميا كما أراد الله تعالى، ليكون قلبه محلا للوحي النوراني والمنطق القرآني من غير أن يزاحمه زجل شاعر، أو نثر أديب أو حكمة إنسان، ولله تعالى في ما أراد بنبيه صلى الله عليه و سلم حكم و مقاصد أخرى .. ينطق سيد الملائكة لسيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم بالحروف النورانية الأولى التي أعلنت اتصال السماء العلية بالأرض الندية في أول تواصل منذ أمد انقطع فيه نور الوحي وخبا فيه بريق التوحيد». هذه ريحانة من روض سيرة نبينا صلى الله عليه وسلم أحببت أن أقدمها لمن يقرأ لي ريحانة قد أمسكت بغصنها يد طيبة صادقة، أرادت أن يفوح العطر فهزت الغصن هزة المحب ففاح الحب بهذه الكلمات العطرة .. هو ذات الغصن الذي قد هزه الأوائل ولكنها اليوم هزة تناسب الحواس الناغمة والأذواق الطامحة للجمال في كل ما تقرأ وتسمع وتشم .. جاءت ألحانا تتناغم مع نفس من يقرأ فكأنه يسمع ..جاءت مواقف لتدل على معانٍ متقاربة في سرد قصصي يجلله كلمات من وحي القلم وبنيات الأفكار للكاتب. هي دعوة مني، أحبتي، إلى جولة في رياض هذا الكتاب، (أسرار القيادة والتأثير)، في هذه السيرة العطرة سترون أنه غير كل الرياض التي فاحت بسيرة محمد صلى الله عليه وسلم وستضيفون على كل حب لديكم حبا أسمى و تصيرون كل عشق إلى مسارات أطهر وأزكى .. علها تأتي على طريقة بعض من يأخذون من سيرة المصطفى صلى الله عليه و سلم كلماتها وزمنها ويحتفون ويهزجون ويقيمون لأجلها من الليالي مالا يقيمون في ذواتهم من تصورات تعكسها سيرة محمد صلى الله عليه وسلم .. فتكون من ثم تصرفات جوارحهم على الأرض تمشي وتحكى، تحية إلى المؤلف الأستاذ: سليمان بن عوض قيمان. [email protected]