قال رسول الله صلى الله عليه وسلم «ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، ومن أحب عبدا لا يحبه إلا لله، ومن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله، كما يكره أن يلقى في النار». وقفة عابرة على بعض ألفاظ هذا الوحي المبارك، تأخذ بناصية التفكر كلمة «وجد» التي تعني الحصول التام والتمكن والظفر بالشيء، فما بال الكلمة إذا كانت «معمولة» لكلمة «حلاوة»، هذا الطعم الذي لا يملك الإحساس معه سوى الاندياح في لذة تسع البدن والروح وتباشر القلب والإحساس قبل أن ينطلق العقل بإعطاء أوامره الموشومة بالإيمان، فيكون للتصرف والتصور منشأ أصيل محبب، لا مجرد أعمال نجبر عليها، بل هي ناشئة من حلاوة وطعم قد اشرأبت بها نفوسنا. حلاوة الإيمان وطعمه ما ينبغي علينا أن نعمل لتحصيله في نفوسنا وبثه في نفوس أبنائنا منذ الصغر وتعاهده على الدوام، لأننا نريد جيلا قويا في إيمانه يأخذ هذا الدين بقوة منبعثة من حب وتذوق طعم وحلاوة هذا الإيمان. إن هذه الحلاوة الإيمانية قد وجدتها فتاة «لبنانية» مسيحية أتمت 20 فقط من عمرها الوردي، حين استوقفتها حملة الاستهزاء بالرسول صلى الله عليه وسلم من خلال «الرسوم الكاريكاتورية»، عن نبي الإسلام .. تقول عنه: «ذلك الإنسان الذي لا أعرف عنه شيئا أثارت فضولي فأخذت أتساءل لماذا ؟، لماذا محمد هذا؟، لم يريدون تشويه صورته واستفزاز أتباعه؟، إن التشويه لا يكون إلا لما هو جميل حقا، فالمشوه ليس بحاجة لتشويه».. فبدأت تبحث وتقرأ في سيرته وفي الكتاب الذي جاء به وتفسيره فعلمت وعرفت الإسلام وباشر الإيمان روحها فانداحت حلاوتها متسعة فأتت على كل ما من شأنه أن يرجعها إلى الكفر والضلال، ولو كان والديها وجامعتها وثراءها وابن عمها، الذي يخطبها وكم من أحلام نسجتها معه ... كل ذلك استطاعت حلاوة الإيمان أن تأتي عليه في حالة اندياح قوية بين ضلوع فتاة رقيقة مدللة ثرية. فأين نحن أيها السادة من هذا الطعم والحلاوة الممزوجة بقوة الأخذ والعمل؟، ما تواجهنا فتنة أو تيار معاكس لديننا وإيماننا إلا اهتززنا واضطربت نواحي الإيمان فينا. انظروا إلى بعض أخواتنا وبناتنا وهن في معترك هذه الحياة، كيف هن ريشة تطير مع كل نداء وزيف وخداع يذهب بحلاوة الإيمان وطلاوة الاتباع، فحرمن من تلك الحلاوة والطعم فعاثوا في طعم وحلاوة في اتباع الأهواء والأطماع. [email protected]