استدعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان المنجز الأمني لمنظومة القوات السعودية في مكافحة الإرهاب، مباركا اندحار تنظيم القاعدة في المملكة. ووثق أردوغان في معرض إجابته على سؤال «عكاظ» في لقاء التأم ورؤساء تحرير الصحف المحلية في الرياض أمس، نجاحات أجهزة الأمن في إحباط ما يزيد على 200 عملية محكمة التنفيذ أدت إلى نجاح تغييب أذرعة التنظيم وأقطابه ورؤسائه، داعيا بالرحمة للشهداء الذين قضوا في تلك العمليات.
استدعى رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، في معرض إجابته على سؤال ل «عكاظ» في لقاء جمعه ورؤساء ومديري تحرير الصحف المحلية بعد ظهر أمس في قصر المؤتمرات في الرياض، الجهود المكللة بالنجاح التي بذلتها أجهزة الأمن في المملكة في مكافحة الإرهاب، وهزيمة تنظيم القاعدة في المملكة.ووثق أردوغان ذلك بقوله: «أبارك لقوى الأمن في المملكة نجاحاتها في مكافحة الإرهاب، وإفشال ما لايقل عن 200 عملية، وأدعو بالرحمة للشهداء الذين قضوا جراء تلك العمليات التي استهدفت المملكة، كما أقدم أحر التعازي للشعب السعودي، وأقول إن استئصال الإرهاب عملية شاقة وغير سهلة. وهناك إرهابيون ونحن مستمرون في مكافحتهم. ولاشك أن الأجهزة الأمنية الفاعلة هي تلك التي تمتلك ميزة القابلية في تقويض العمليات الإرهابية وإفشالها قبل وقوعها بغية تجاوز سرطان الإرهاب بكل حزم، ليعيش العالم في سلام وأمن واستقرار». ومضى رئيس الوزراء التركي مقرا: «للمملكة تجربة مكتسبة بحنكة واقتدار في محاربة الإرهاب. ونحن أيضا في تركيا لنا تجربة تمتد لأكثر من 30 عاما. وبيننا والمملكة تعاون أمني واستخباراتي في هذا الصدد، إذ أن الإرهاب ليس مقتصرا على بلدينا فحسب، بل يستشري في دول أخرى كالعراق، أفغانستان، وباكستان. ذلك أن موضوع الإرهاب أصبح ظاهرة دولية، ما يقتضي مزيدا من التعاون الأمني والاستخباراتي بين جميع الدول بغية العمل متكاتفين في تغييب هذه الظاهرة».وذهب أردوغان إلى التأكيد على أهمية الشراكة الاستراتيجية بين الرياض وأنقره، مستشرفا منجز مجلس التنسيق بين البلدين، والرغبة الأكيدة في تحويله إلى مجلس استراتيجي عالي المستوى بين البلدين.وألمح إلى أن تركيا ترتبط بالدول العربية بجذور عميقة، ويجري العمل على تحويل المنطقة إلى حزام سلام وأمن ورفاه، بالتعاضد مع بعضنا البعض، مذكرا أن قضايا منطقة الشرق الأوسط مستعصية الحل وإن كانت المنطقة تمر بمرحلة حرجة، فالعراق اتجه للانتخابات ويريد تشكيل حكومة جديدة في بلد محوري في استقرار المنطقة.وشدد على أهمية تحقيق الاستقرار في اليمن، معبرا: «لقد شعرنا بالسعادة لما جرى التوصل إليه حيال استقرار هذا البلد. ونقدر مجهودات المملكة في توطيد استقرار اليمن، بجانب إيماننا العميق بضرورة الارتقاء بالجهود التنموية في ذلك البلد».
واسترسل: تركيا تبذل جهودا مضنية لتحسين الأوضاع في أفغانستان، وتهتم بإرساء السلام في دارفور، فضلا عن أن للبنان أهميته الخاصة، لاسيما بعد تشكيل حكومته الجديدة التي نعتبرها خطوة مهمة لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام. وقد ساهمت المملكة وتركيا إلى جانب سورية في تحقيق هذه الغاية».وفيما يتعلق بملف إيران النووي، أوضح رئيس الوزراء التركي أن بلاده تدعم إيجاد حل دبلوماسي للملف النووي الإيراني، وبلاده إذ تؤيد امتلاك إيران للطاقة النووية للأغراض السلمية، فهي تطالب بتنقية المنطقة من الأسلحة النووية كافة.وحول مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل والدور التركي في هذا الصدد، أكد أردوغان أن سورية وإسرائيل تريدان دورا لتركيا ولكن سورية قالت إنها ستنسحب من المفاوضات وانسحبت. وبالطبع سورية الآن ليس لديها مانع من المفاوضات. ونحن في تركيا سنقيم ذلك، وإذا كانت هناك نتيجة فإننا نتوق إلى ذلك.وركز على ملف العلاقات السورية التركية مبينا: «عندما ذهبنا إلى سورية قبل سبع سنوات، وبعد أن أتينا إلى الحكم، أردنا التوجه بسلام إلى الأصدقاء. وتركيا أنهت كل مشكلاتها مع دول الجوار، وكان وزير الخارجية التركي في دمشق بالأمس. وقبل ذلك دشنا مشروع القطارات بين بلدينا، وكلما زادت المحبة زاد الترابط بين شعبينا، فيما نتطلع إلى إلغاء التأشيرات في تنقل مواطني البلدين».وتطرق أردوغان إلى العلاقات الجيدة بين تركيا وأرمينيا، وأن بين البلدين بروتوكول زيورخ، مشيرا إلى أن ماقيل عن الإبادة المزعومة والتصويت الذي جرى لايعدو كونه عملا كوميديا.وجدد اعتزازه بنيله جائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام، مبينا أن الشعب التركي سعد بذلك كثيرا بإفصاحه: «أعتبر نيلي هذه الجائزة العالمية توحيدا بين الشعبين السعودي والتركي، لاسيما أن للجائزة مكانة إسلامية وعالمية كبيرة».ونوه أردوغان بمتانة العلاقات السعودية التركية وتطورها بشكل دائم ومستمر في ظل حرص خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز والرئيس التركي عبد الله غل على تفعيل أواصر التعاون بين البلدين في جميع صعدها.وتناول ملف التعاون الزراعي بين البلدين، واستثمار تركيا الزراعي في المملكة قائلا: مشروع «غاب» ممتاز، وعندما ننتهي منه سوف نحصد إنتاجا لأربع مرات في السنة. وهذه الأراضي الخصبة ستروى عن طريق الاستمطار، وهناك تغيرات ملموسة.