قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان إن بلاده تطمح لإنشاء مجلس استراتيجي عالي المستوى مع المملكة . وأشار اردوغان الذي جمع الصحافيين السعوديين أمس على مائدة غداء إن تركيا تتطلع بأن يصبح مجلس التنسيق السعودي التركي مجلساً استراتيجياً على غرار مجلسيها مع العراق وسوريا. وفي الشأن العلاقة بين المملكة وتركيا شدد اردوغان في معرض حديثه عن خبرة المملكة في مكافحة الارهاب إلى ضرورة وأهمية التعاون الاستخباراتي بين البلدين ، منوهاً بالتجربة العميقة لدى المملكة في مجال مكافحة الارهاب ، مشيراً إلى معاناة بلاده من الارهاب لحوالي الثلاثين عاماً . ووصف رئيس الوزراء التركي الذي حظي بشعبية كبيرة بعد مشادته الكلامية العلنية مع الرئيس الإسرائيلي في دافوس بأن ضم إسرائيل الحرم الابراهيمي ومسجد بلال بن رباح لقائمة التراث اليهودي بالعمل الاستفزازي. وأكد رئيس الوزراء التركي أن أنقرة تجتهد بإخلاص لإرساء دعائم الأمن والاستقرار ، مضيفاً بأن تركيا تعمل من اجل تحويل المنطقة إلى منطقة رفاه وليس منطقة خلافات. وقال اردوغان تجمعنا جغرافية واحدة ونريد جلب التفاؤل للمنطقة نحن لا نبحث عن " الشكليات" ولا نتحرك وفق المصالح ، لقد أسسنا مع سوريا والعراق مجلساً استراتيجياً ونتطلع للتوسيع بأن تكون الأردن وليبيا ضمن ذلك. وعبر رجب طيب اردوغان عن سعادته في توصل اليمنيين إلى اتفاق مصالحة مؤكداً على أن استقرار اليمن يحمل أهمية بالغة ، منوهاً بجهود المملكة في دعم استقرار اليمن وتنميته. ووصف رئيس الوزراء التركي الوقت الذي تمر به المنطقة بالحرج مستشهداً بالانتخابات العراقية التي أكد أن التوصل لحكومة عراقية من خلالها سيكون له بالغ الأثر في إيجاد الاستقرار ، موضحاً بأن على الدول ان تعمل من اجل استقرار العراق . ومؤكداً بأن المشكلات التي عانت منها العلاقة التركية العراقية قد حلت حتى فيما يخص مسألة المياه ، مشيراً إلى ان تركيا تضخ كثيراً من المياه إلى العراق أكثر مما اتفق عليه. وفي شأن القضية الفلسطينية شدد اردوغان على وجوب ان يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل لإنهاء أعمالها تحت المسجد الأقصى منبهاً لضرورة الحفاظ على الهوية الإسلامية . وفي هذا الإطار أشار اردوغان إلى انه بعث بلجنة تقنية إلى القدس للوقوف على أعمال الحفر تحت الأقصى وانه أرسل التقرير الذي توصلت إليه هذه اللجنة لعدد من الجهات الإسلامية . وفي ذات السياق أوضح رجب طيب أن أي مفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل يجب أن تشارك فيها حماس ، وقال : إشراك الرئيس عباس لوحده لا يعطي نتيجة .. لا يمكن وضع رؤوسنا في التراب .. هناك فصيلان في فلسطين لذا علينا جمع الطرفين على الطاولة واعتقد ان الغرب موافق على ذلك .. مستشهداً بقول مبعوث الرباعية توني بلير بأن الاجتماع الذي لا تشارك فيه حماس لا يعطي نتيجة. وعرج رئيس الوزراء على الملف النووي الايراني مكرراًً عبارة "الدبلوماسية" ثلاثاً وان العقوبات في المرات السابقة لم تعط نتيجة . وأوضح اردوغان أن من حق دول المنطقة الحصول على الطاقة النووية السلمية كما انه في الوقت نفسه يجب التخلص من الأسلحة النووية في المنطقة في إشارة إلى " اسرائيل" . وعن العلاقات السورية التركية اشار رئيس الوزراء التركي إلى ان بلاده كانت على وشك حرب مع سوريا قبل وصولهم للحكم بثمان سنوات ، وقال : بعد ان وصلنا إلى الحكم أردنا التوجه بالسلام للأصدقاء في الجوار وانهينا كافة مشاكلنا مع الدول المجاورة ، وفي إطار تحسن العلاقات بين الدول استشهد اردوغان بالعلاقة بين المملكة وسوريا مؤكداً بأن الزيارات المتبادلة بين الجانبين ستزيد المحبة الامر الذي سينعكس على التطور في جميع المستويات.. مشيراً إلى ان بلاده حققت نجاحاً باهراً في علاقتها مع سوريا والعراق حتى ان التأشيرة بين البلدين قد ألغيت ، متمنياً ان تنتقل هذه الحالة في الغاء التأشيرة بين تركيا والمملكة. وتطرق اردوغان الذي تمر العلاقة بين بلاده وواشنطن بارتباك بسبب ما يسمى إبادة الأرمن واصفاً تصويت الكونغرس على هذا الموضوع ب "الكوميدي " وقال ننظر بأسف لهذا الموضوع مذكراً ببروتوكول زيوريخ التاريخي بشأن العلاقات التركية - الأرمينية ، موضحاً بأن الولاياتالمتحدة تربطها بتركيا علاقات استراتيجية. وفي اطار المفاوضات السورية الإسرائيلية اكد رجب طيب اردوغان ان دمشق وتل ابيب موافقتان على عودة المفاوضات برعاية تركية ، موضحاً بأن إدارته تقوم حالياً بتقييم الموضوع قبل الشروع في الامر .