«هيئة الإحصاء»: معدل التضخم في السعودية يصل إلى 1.9% في أكتوبر 2024    البلدية والإسكان وسبل يوقعان اتفاقية تقديم العنوان الوطني لتراخيص المنشآت    الذهب يتراجع لأدنى مستوى في 8 أسابيع وسط ارتفاع الدولار    اختتام مؤتمر شبكة الروابط العائلية للهلال الأحمر بالشرق الأدنى والأوسط    الوداد تتوج بذهبية وبرونزية في جوائز تجربة العميل السعودية لعام 2024م    وزير الخارجية يصل لباريس للمشاركة في اجتماع تطوير مشروع العلا    صندوق الاستثمارات العامة يعلن إتمام بيع 100 مليون سهم في stc    "دار وإعمار" و"NHC" توقعان اتفاقية لتطوير مراكز تجارية في ضاحية خزام لتعزيز جودة الحياة    "محمد الحبيب العقارية" تدخل موسوعة جينيس بأكبر صبَّةٍ خرسانيةٍ في العالم    البصيلي يلتقي منسوبي مراكز وادارات الدفاع المدني بمنطقة عسير"    مصرع 12 شخصاً في حادثة مروعة بمصر    ماجد الجبيلي يحتفل بزفافه في أجواء مبهجة وحضور مميز من الأهل والأصدقاء    رؤساء المجالس التشريعية الخليجية: ندعم سيادة الشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة    رينارد: سنقاتل من أجل المولد.. وغياب الدوسري مؤثر    «التراث»: تسجيل 198 موقعاً جديداً في السجل الوطني للآثار    قرارات «استثنائية» لقمة غير عادية    كيف يدمر التشخيص الطبي في «غوغل» نفسيات المرضى؟    «العدل»: رقمنة 200 مليون وثيقة.. وظائف للسعوديين والسعوديات بمشروع «الثروة العقارية»    فتاة «X» تهز عروش الديمقراطيين!    رقمنة الثقافة    الوطن    ذلك «الغروي» بملامحه العتيقة رأى الناس بعين قلبه    عصابات النسَّابة    هيبة الحليب.. أعيدوها أمام المشروبات الغازية    صحة العالم تُناقش في المملكة    بحضور الأمير سعود بن جلوي وأمراء.. النفيعي والماجد يحتفلان بزواج سلطان    أفراح النوب والجش    لاعبو الأندية السعودية يهيمنون على الأفضلية القارية    «جان باترسون» رئيسة قطاع الرياضة في نيوم ل(البلاد): فخورة بعودة الفرج للأخضر.. ونسعى للصعود ل «روشن»    استعراض جهود المملكة لاستقرار وإعمار اليمن    الطائف.. عمارة تقليدية تتجلَّى شكلاً ونوعاً    وصول الطائرة الإغاثية السعودية ال 23 إلى لبنان    استعادة التنوع الأحيائي    تعزيز المهنية بما يتماشى مع أهداف رؤية المملكة 2030.. وزير البلديات يكرم المطورين العقاريين المتميزين    الخليج يتغلّب على كاظمة الكويتي في ثاني مواجهات البطولة الآسيوية    حبوب محسنة للإقلاع عن التدخين    السيادة الرقمية وحجب حسابات التواصل    ترامب يختار مديرة للمخابرات الوطنية ومدعيا عاما    كم أنتِ عظيمة يا السعوديّة!    فيلم «ما وراء الإعجاب».. بين حوار الثقافة الشرقية والغربية    «الشرقية تبدع» و«إثراء» يستطلعان تحديات عصر الرقمنة    «الحصن» تحدي السينمائيين..    المنتخب يخسر الفرج    مقياس سميث للحسد    أهميّة التعقّل    د. الزير: 77 % من النساء يطلبن تفسير أضغاث الأحلام    رينارد: سنقاتل لنضمن التأهل    بوبوفيتش يحذر من «الأخضر»    أجواء شتوية    التقنيات المالية ودورها في تشكيل الاقتصاد الرقمي    الذاكرة.. وحاسة الشم    السعودية تواصل جهودها لتنمية قطاع المياه واستدامته محلياً ودولياً    أمير المدينة يتفقد محافظتي ينبع والحناكية    وزير الداخلية يرعى الحفل السنوي لجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية    محافظ الطائف يرأس إجتماع المجلس المحلي للتنمية والتطوير    نائب أمير جازان يستقبل الرئيس التنفيذي لتجمع جازان الصحي    محمية جزر فرسان.. عودة الطبيعة في ربيع محميتها    إضطهاد المرأة في اليمن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



تركيا تبلغ الحريري موقفاً متشدداً من خروق إسرائيل وأردوغان يعلن طلبه من الأسد زيارة لبنان
نشر في الحياة يوم 12 - 01 - 2010

وقع لبنان وتركيا ثلاثة اتفاقات وثلاث مذكرات تفاهم، وبينها ما يلغي تأشيرة الدخول للمسافرين بين البلدين، وما يتعلق بالتعاون العسكري. على ان اليوم الثاني من زيارة رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري لأنقرة والمحادثات المطولة التي أجراها مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان سجلت مواقف سياسية تبلورت في تلك النبرة التركية العالية تجاه الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية، وتأتي قبل زيارة مرتقبة لوزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك لأنقرة.
وكان أردوغان استقبل الحريري في الباحة الخارجية لمقر رئاسة الحكومة التركية حيث اقيم له استقبال رسمي عُزف خلاله النشيدان الوطني اللبناني والتركي. وعقد الجانبان اجتماعاً ثنائياً استمر ساعة وربع الساعة، تحول بعدها الى اجتماع موسع انضم اليه عن الجانب التركي: وزراء الخارجية احمد داود أوغلو والداخلية بشير اتالاي والطاقة تانار يالديز والزراعة مهدي اكير والنقل بينالي يالدز والصحة رجب اكتا والثقافة والسياحة ارتورو غوناي وعدد من كبار المسؤولين الأتراك، وعن الجانب اللبناني انضم وزراء الخارجية علي الشامي والأشغال العامة والنقل غازي العريضي والصحة محمد جواد خليفة والداخلية زياد بارود والطاقة والمياه جبران باسيل والزراعة حسين الحاج حسن والثقافة سليم وردة والبيئة محمد رحال ومدير مكتب الرئيس الحريري نادر الحريري والمستشارون محمد شطح وهاني حمود ومازن حنا.
وانتقل الجميع الى القاعة الكبرى حيث تم التوقيع على ثلاث اتفاقيات وثلاث مذكرات تفاهم بين البلدين.
اما الاتفاقيات فهي: اتفاقية الغاء موجب التأشيرة لمواطني الدولتين، واتفاقية في شأن التدريب والتعاون التقني والعلمي في المجال العسكري، واتفاقية حول التعاون في مجال الصحة.اما مذكرات تفاهم فتتعلق بالتعاون في مجال الزراعة، ثانية في شأن الاعتراف المتبادل بشهادات للملاحين والبحارة وفقاً للاتفاقية الدولية المتعلقة بمعايير تدريب الملاحين والثالثة حول التعاون في مجال علم الأحراج.
مؤتمر صحافي مشترك
وعقد أردوغان والحريري مؤتمراً صحافياً استهله اردوغان بالترحيب «بزميلي وصديقي سعد الحريري في تركيا الذي اعطى لبلدنا اولوية في اطار زياراته الخارجية». ورأى ان «لبنان مر بمرحلة صعبة جداً، وبعد مرور نحو 5 اشهر تقريباً، تمكن من تشكيل الحكومة وتجاوز المرحلة الصعبة، واعتقد ان للبنان مستقبلاً حافلاً بالاستقرار والرفاهية». واشار الى توقيع الاتفاقات، وقال: «بذلك اتخذنا خطوة مهمة للغاية».
وتوقف عند موضوع الغاء تأشيرة الدخول، مشيراً الى انه سبق لتركيا «ان الغت في وقت سابق تأشيرة الدخول مع كل من سورية والأردن، ومع إلغاء التأشيرة مع لبنان ايضاً، نكون تمكنا من ايجاد ارضية جديدة بين هذه الدول، ونستطيع ان نقوم بالزيارات المتبادلة بكل حرية ومن دون قيود، وهذا من شأنه ان يعزز علاقاتنا. كما ان هناك اهمية تاريخية تجمعنا منذ القديم، وأعتقد ان هذا المسار سيخلق لنا جواً جديداً في المنطقة، يمكننا من الإرتقاء بعلاقتنا الى احسن المستويات».
وأضاف: «كذلك فإن لدينا علاقات جيدة مع سورية، ومحادثاتنا مع لبنان اليوم تناولت شتى المجالات العسكرية والسياسية والاقتصادية، وهذا من شأنه ان يدفع بالعلاقات التركية - اللبنانية الى مستويات اعلى، ونحن لطالما دعمنا لبنان في المحافل الدولية ووقفنا الى جانب بعضنا بعضاً، ونلنا دعم لبنان. كما ان تركيا قدمت على الدوام الدعم للبنان وخصوصاً في مجلس الأمن، وهي ستستمر في ذلك ليتمكن من تجاوز بعض المشاكل والصعوبات التي يعاني منها». واعتبر ان «من شأن هذا الدعم ان يبعث الأمل ويجلب للشعب اللبناني المزيد من الاستقرار والرفاهية في مجالات عدة، وخصوصاً الأمنية والعسكرية منها».
وإذ اشار الى مشاركة تركيا في قوات «يونيفيل» من خلال خمسمئة جندي وإلى زيارته لهم في وقت سابق في جنوب لبنان، قال: «لاحظت النجاح الذي حققه الجيش التركي والعلاقات الجيدة التي تمكن من اقامتها مع الشعب اللبناني، وهذا ما ابلغتنا اياه ايضاً الحكومة اللبنانية التي اكدت امتنانها وشكرها».
واشار الى «ان حجم التبادل التجاري العام 2002، بلغ 225 مليون دولار، وارتفع هذا الرقم خلال السنوات الأخيرة الى 900 مليون دولار، وهو دون المستوى المطلوب، وآمل بتحقيق حجم تبادل تجاري اكبر وإن شاء الله مع اتمامنا بناء المستشفى في مدينة صيدا، نكون سجلنا خطوات مهمة، وبعدها سننتقل الى التوقيع على اتفاق التجارة الحرة».
ولفت الى ان «هناك مشروعاً للرحلات البحرية يتم تنظيمه بين مدينتي بيروت ومرسين، ما سيدفع بالعلاقات الثنائية الى مستوى افضل، كما عبرنا عن استعدادنا لتقديم الدعم في مجالي الطاقة الكهربائية والغاز الطبيعي، وسنساعد لبنان على تخطي المشكلة المتعلقة بالطاقة، خصوصاً ان في الآونة الأخيرة قام زميلي وصديقي العزيز سعد الحريري بزيارة لسورية، واعتبر هذه الزيارة مهمة لتجاوز الكثير من المشاكل الموجودة في المنطقة».
وأضاف اردوغان: «في زيارتنا الأخيرة لسورية، اجرينا محادثات مع صديقي بشار الأسد، وقلت له انه يجب ان يزور لبنان في اقرب وقت ممكن، ليعزز الأخوة والصداقة بين البلدين. فزيارة الرئيس الحريري لسورية كانت ناجحة جداً، وهذا ما سمعته من صديقي الرئيس الأسد، وهذا امر يفرحنا ويسعدنا، ونتمنى ان ترتقي علاقات البلدين الى مستويات افضل، وأن يحصل تلاحم كامل بين شعوب المنطقة ونأمل بأن يتحقق ذلك في المستقبل. وأنا أؤمن بأننا سننجح في هذا الأمر، وأن هذه الزيارات والاتفاقات من شأنها ان تعود علينا بمنافع شتى، وتساعد في عملية اعادة بناء لبنان».
الحريري والانتهاكات الإسرائيلية
ووصف الحريري لقاءه مع اردوغان ب «الجيد جداً على غرار اجتماعي بالأمس مع وزير الخارجية داوود أوغلو». وقال: «ناقشنا مجالات الاهتمام المشترك وسبل تعزيز التعاون بين بلدينا. وإننا هنا لاتخاذ خطوات ملموسة، خطوات تخدم أهداف التقدم والازدهار الاقتصادي في تركيا ولبنان، خطوات لن تعزز العلاقات بين المؤسسات الرسمية في دولتينا فحسب، بل أيضاً العلاقة بين القطاع الخاص في كلا البلدين، وخطوات تساعد في نهاية المطاف على الحفاظ على السلام والاستقرار في منطقتنا».
وشدد على ان «هناك واقعاً مهماً وراء كل ذلك. فما يربط تركيا ولبنان هو قيمٌ سياسية وأخلاقية مشتركة إضافةً إلى رؤية أساسية مشتركة: رؤية لمنطقةٍ آمنة ومستقرة ومعتدلة ومزدهرة». وإذ شكر الشعب التركي على كل الدعم «الذي منحتموه للبنان خلال السنوات المنصرمة، ولا سيما خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان سنة 2006 وبعده»، أعلن «ان إسرائيل تواصل حالياً انتهاكاتها اليومية لمجالنا الجوي ومياهنا الإقليمية ناهيك بخرق قرار مجلس الأمن 1701. كما تعيق كل الجهود الآيلة إلى التوصل إلى سلامٍ عادل يقوم بنظر لبنان وتركيا على حل الدولتين مع القدس عاصمةً للدولة الفلسطينية. وإننا نشاطر تركيا أيضاً وجهة نظرها حول أهمية دعم الشعب الفلسطيني وقضيته».
واكد الحريري ان «مساعدة تركيا الديبلوماسية والأمنية والإنسانية بالإضافة إلى دعمكم للبنان مستقلٍ وسيِّد وآمن لعبا دوراً حاسماً وهو أمرٌ يحظى باعتراف الشعب اللبناني وتقديره». وقال إنه ابلغ اردوغان «اننا نتكل على دور تركيا الإقليمي المستمر في هذا الصدد، ونأمل ونتوقع أن تواصل تركيا لعب الدور الإيجابي الذي تضطلعون به في محاولة إحلال السلام العادل والدائم والذي طال انتظاره في المنطقة».
ورأى الحريري «ان تركيا ولبنان يقفان على مفترق طرق قارات وحضارات، وهذا واقعٌ تاريخي وجغرافي. ولكن الأمر لا يقتصر على التاريخ والجغرافيا فحسب بل يتعداه ليشمل المساهمة التي يمكن لبلدينا أن يقدماها في مجال توحيد معتقدات وثقافات مختلفة ومتنازعة ظاهرياً، على نحوٍ يساهم في بناء مستقبل أفضل، ليس فقط لمنطقتنا بل للعالم برمته. إننا نؤمن بذلك إيماناً شديداً ونعتبر تركيا شريكاً حقيقياً في هذا المسعى وركيزةً للأمن والإستقرار الإقليميين».
اردوغان: اسرائيل لا تطبق القرارات الدولية
وعن الخروق الإسرائيلية لسيادة لبنان وماذا اذا كان أردوغان يمكنه الضغط على اسرائيل في هذا الشأن خصوصاً ان وزير الدفاع الإسرائيلي ايهود باراك سيزور تركيا قريباً، قال رئيس الحكومة التركية: «ان القرارات التي التزمت بها اسرائيل ولم تطبقها تجاوز عددها المئة قرار، وهذا من شأنه أن يولد مساراً آخر، وهو ضرورة القيام بالإصلاح في الأمم المتحدة، لأنه اذا كان يتم اتخاذ هذه القرارات وليس لها مجال للتطبيق فلا معنى ولا قيمة لها، وهذا يعني ان هناك مشكلة فعلية. نحن لا نؤيد موقف اسرائيل هذا، ونحن لن نبقى صامتين ازاء ذلك. ان تركيا كما تعلمون عضو في مجلس الأمن منذ سنة، وأصدقاؤنا وفريق عملنا يثيرون دائماً هذه المشكلة كما نثيرها ونلفت النظر اليها أمام المحافل الدولية، وندعو الى ضرورة ممارسة الضغط على اسرائيل لأنها تستمر في انتهاكاتها الجوية والبحرية، وهذا أمر لا يمكن أن نقبله أبداً. ومن شأن هذه المشكلة أن تلحق ضرراً كبيراً بالسلام العالمي والدولي، ونحن لا يمكن أن نقبل بذلك مطلقاً، وسنستمر في لفت النظر الى هذه المشكلة في المحافل والاجتماعات الدولية والتنبيه الى خطورة هذه التطورات. وأعتقد أنه خلال زيارة عدد من الوزراء الأتراك لإسرائيل، سيلفت المعنيون منهم الانتباه الى هذا الموضوع وهذا أمر أكيد».
وسئل الحريري عما اذا تقدم بمطالب محددة من أردوغان وعما اذا كانت تركيا تشكل رافعة سياسية جدية للبنان في هذا الإطار نظراً الى علاقتها مع اسرائيل؟ اجاب: «تكلمت مع الرئيس اردوغان بالنسبة الى الخروق الإسرائيلية للقرار 1701، وطلبت منه الضغط على اسرائيل في هذا المجال. من الواضح أن اسرائيل تقوم يومياً بهذه الخروق. وحتى عندما يقوم الجيش اللبناني أو «يونيفيل» بواجبهم بكشف بعض المتفجرات في الجنوب، تُتَهم الحكومة اللبنانية بخرق القرار 1701. فعلى اسرائيل اتخاذ قرار في ما يخص السلام في المنطقة، فهي لا تستطيع الاستمرار في الضرب عرض الحائط بكل القرارات الدولية المتعلقة بعملية السلام. كما قلت لدولة الرئيس، أنه وبعد ثلاث سنوات على صدور القرار 1701 ليس لدينا وقف لإطلاق نار شامل بين لبنان وإسرائيل، لذا فعلينا ان ننتقل الى وقف اطلاق نار شامل وفقاً لهذا القرار بعد ثلاث سنوات من الاستقرار في الجنوب ولبنان وفي اسرائيل. كما شكرت الرئيس أردوغان على وجود 500 عسكري تركي في لبنان في اطار قوات «يونيفيل» يقومون بمساعدة لبنان لدعم القرار 1701».
وسئل أردوغان عن الأخطار التي يواجهها لبنان حالياً خصوصاً أنه في المحافل الدولية تم توجيه أكثر من رسالة له حول عدم تطبيقه القرار 1701 وترافق ذلك مع تهويل اسرائيل بتوجيه ضربة الى لبنان، وما اذا كانت تركيا التي هي على علاقة جيدة مع ايران ومع اسرائيل، تستطيع أن تضغط في الاتجاهين للحد من النشاطات التي تعتبر ارهابية في لبنان والضغط على اسرائيل بعدم التهويل لشن حرب عليه؟، قال: «اننا نعطي أهمية كبيرة للسلام، ونحن ضد كل ما ومن يهدد السلام، لأننا اذا كنا نريد فعلاً السلام فلا بد لنا من أن نتحرك في هذا الاتجاه مع من يريد السلام. ومن يقوم بعكس ذلك لا يمكنه ان يحقق السلام».
وأضاف قائلاً: «تعلمون انه لا يمكن للمنطقة أن تتحمل مأساة عراق جديدة، ونحن لا نريد أن نشاهد من جديد الوضع المأسوي نفسه في المنطقة. وفي ما يتعلق بإيران، فإن هناك موضوع الأسلحة النووية، ولدينا موقف واضح في هذا الاتجاه. نحن لا نؤيد مطلقاً أن تتسلح أي دولة بالأسلحة النووية، وكنا عبرنا عن ذلك لإخواننا الإيرانيين. وكذلك هناك اسلحة نووية تمتلكها اسرائيل، ونحن نقول أيضاً أنه يجب على الدول التي تلفت نظر ايران الى هذه المشكلة، أن تحذر كذلك اسرائيل من امتلاك أسلحة نووية. كما انه على الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن، ان تكون عادلة وتقدم التحذيرات والتنبيهات نفسها لإسرائيل، لأن لديها الأسلحة النووية، وهي لم تنف ذلك، ولم تقل خلاف ذلك بل قبلت. ووجدنا القنابل العنقودية المحظورة مثلاً تستعمل في الحرب ضد غزة، ولا أحد يستطيع أن يقول أن أسلحة الفوسفور ليست ضمن الأسلحة النووية، ورأينا ذلك. وإننا ندعو كل الدول التي تهتم بهذا الموضوع، الى ان تقوم بمقاربة عادلة، وإذا لم تكن مقاربتنا عادلة تجاه هذه المشكلة، فلن تنحصر في المنطقة بل ستتوسع الى المناطق الأخرى في العالم».
مفاوضات السلام
وشدد أردوغان على «ان عدم الاستقرار في الشرق الأوسط هو في الحقيقة عدم استقرار في العالم، وأعتقد أن تحقيق السلام في هذه المنطقة امر مهم للسلام في العالم، ومنذ تولي منصبنا قبل سبع سنوات، اتخذنا خطوات جادة للتوصل الى السلام ولكن مع الأسف الشديد قطعت أحداث غزة المفاوضات. من الذي خسر اذاً؟ خسرت الإنسانية في كل مكان، ونجد هناك دولاً في حيرة من أمرها عن دور تركيا بالتوسط بين سورية وإسرائيل، فالمفاوضات توقفت في الجولة الخامسة، ويسألوننا عن كيفية استئناف هذه المفاوضات. هناك رأي يقول ان اردوغان طرف في الموضوع، وأن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي هو الذي سيلعب هذا الدور، فيما الرئيس بشار الأسد يقول اننا لا نقبل وساطة الرئيس ساركوزي انما نريد أن تكون تركيا هي الوسيط، ونستمر في المفاوضات بوساطتها، وهذا أمر يكشف لنا كل شيء».
ورأى ان «أهم شيء هنا أن نعرف، هل اسرائيل تريد السلام أم لا؟. أمس وقعت أيضاً انفجارات وهجمات في غزة، والبعض ينتقدونني لإدانتي الهجمات. هنا أسأل لماذا تهاجم اسرائيل غزة الآن، وتدعي بأن هناك قصفاً من الطرف الفلسطيني، ونحن نعرف أنه ليس هناك أي قصف. ان اسرائيل دائماً تلجأ الى استعمال القوة المفرطة لأن لديها القوة، ولا تهتم لقرارات الأمم المتحدة، وتقول أنا أفعل ما أشاء واتخذ ما أريد من الخطوات، وهذا هو المشهد الذي نراه. نحن لا نؤيد هذا المشهد ولا نقبل به. يجب أن ننصر العدل دائماً، وأن ندافع عن السلام ونكون الى جانب من يدافع عن السلام. نحن نريد دائماً ان نكون بجانب المتضرر والمظلوم، وهذا هو مبدؤنا السياسي، وسنستمر بذلك في سياستنا».
الحريري: الشعب اللبناني لن ينقسم
وسئل الحريري عن تشكيل قوة ضد اسرائيل، فأوضح بداية «ان الإرهاب لا يكون بالدفاع عن الأرض، ولكن العكس صحيح، فالهجوم على لبنان هو الإرهاب الحقيقي الذي لا يغتفر. اسرائيل دولة عدوة بالنسبة الينا في لبنان. نحن لم نهاجم اسرائيل في تاريخنا، ونحن معتدى علينا وأرضنا مسلوبة، عانينا من كل هذه الحروب. ست حروب شنت على لبنان، الواحدة تلو الأخرى، لكننا تمكنا من أن نحرر أراضينا بوقوف الدول الصديقة معنا. أكيد نحن اليوم نسمع من اسرائيل تهديدات ضد لبنان والمنطقة. فإذا كانت اسرائيل تحاول أن تناور فهذا حقها في المناورة، لكن اذا كانت تبني حساباتها في مكان ما، على أن الشعب اللبناني يمكنه أن ينقسم على بعضه، فأنا أؤكد لكم أن الشعب اللبناني، بعد كل المصالحات الداخلية والمصالحات العربية التي تجرى، لن ينقسم».
وأكد ان «في نهاية المطاف اسرائيل هي التي ستخسر. لذلك نحن نؤيد الجهود التي تقوم بها تركيا والدول الصديقة، أكان في الدول العربية أو الأوروبية لوضع حد للاعتداءات الإسرائيلية على لبنان أو لتحريك عملية السلام، ونرى أن من الضروري جداً أن يستكمل هذا الأمر لأن دور تركيا محوري في المنطقة، ويجب أن نقطع الطريق أمام اسرائيل، بعدم دفعها أو اعطائها الذرائع للذهاب الى الحرب. من هذا المنطلق يجب أن نكون كلنا يداً واحدة في مواجهة العدوان أو المخططات التي تحاول القيام بها اسرائيل.
ان أهل غزة يدفعون دماءهم بسبب الاعتداءات الإسرائيلية. لماذا؟ الأنهم من أهالي غزة أو بسبب دفاعهم عن أرضهم؟ نحن نريد السلام، ولا نطلب الحرب، ولم نكن يوماً دعاة حرب، بل كنا دعاة استعادة أرضنا العربية المسلوبة، وهذا هو هدفنا. فجهود تركيا في هذا الموضوع مطلوبة دائماً وإنشاء الله نكون قادرين على مواجهة هذه التحديات».
ورداً على سؤال، قال اردوغان: «في ما يتعلق بالسؤال الموجه الي، وأنه اذا خرج الكلام من فمي، وأنا قلت شخصياً أنني لن أذهب الى دافوس ولن ألتقي معهم طبعاً».
وعن المساعدات التركية للبنان في مجال الغاز الطبيعي، قال اردوغان: «بعد الاكتفاء الذاتي، سنقوم بإمداد لبنان بالمساعدات اللازمة. كما سنستعين بالقطاعين العام والخاص لنساعد لبنان على تجاوز هذه المشكلة. اما بالنسبة الى محادثاتنا مع صندوق النقد الدولي فتجاوزناها، وخلال أيام أو أسبوع سنتوصل الى نتيجة وأنتظر الجواب من أصدقائنا».
وكان الحريري زار صباحاً ضريح مؤسس الجمهورية التركية العلمانية مصطفى كمال اتاتورك ووضع اكليلاً من الزهر ودوّن في سجل الشرف الكلمة التالية: «تحية من لبنان للرجل الذي فتح آفاقاً جديدة للحداثة امام تركيا».


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.