من أراد أن يعرف مؤشرا على ما يحدث في المملكة من حراك كثيف على كل الأصعدة، عليه أن يزور الرياض بين فترة وأخرى.. أعرفها جيدا هذه المدينة وأعرف كل تفاصيلها، نتيجة إقامة طويلة سابقة، كان الملمح البارز خلالها التحديث والتوسع العمراني وإقامة المنشآت المختلفة، وفق إيقاع ليس بالسريع، لكنه ليس بطيئا.. الآن، بالإضافة لاستمرار التمدد في كل الاتجاهات، أصبحت الرياض قطبا متوهجا لنشاطات وفعاليات تتجاوز النطاق المحلي والإقليمي لتعكس موقعا ومكانة رفيعة، وإصرارا على التميز بثقل سياسي واقتصادي وعلمي وثقافي يتناغم مع حقيقة كل ما يحدث في المملكة. أيام الرياض خلال هذه الفترة لها طعم خاص ومعان خاصة. كل يوم تشرق شمسه ومعها حدث جديد ضخم.. معرض الكتاب في دورته الحالية أصبح دوليا بامتياز، رغم كل ما قيل وسيقال عنه من ملاحظات لا يستيطع أحد أن يتجاوز الحقيقة بأنه بلغ مرحلة متقدمة من النضج في التنظيم وتنوع الفعاليات وثراء المعروض وحرية الاختيار بين كتب بعضها لا نجده في معارض عربية أخرى. ومع أيام المعرض احتفلت الرياض بجائزة الملك فيصل العالمية التي أصبحت مصفاة دقيقة للدفع بالعلماء إلى جائزة نوبل، رغم أنها لم تعد تقل أهمية ولمعانا وصدقية وموثوقية عن نوبل، كما شهد هذا الأسبوع الخطاب الملكي السنوي في مجلس الشورى الذي تميز بوضع ملامح مسيرة إدارة الوطن بلغة واضحة صادقة تليق بمكانة من ألقاه ومكانة وطنه. واليوم يجتمع وزير الثقافة والإعلام بعدد كبير من أدباء ومثقفي الوطن في حوار مباشر لإلقاء الضوء على الاستراتيجية الثقافية الوطنية التي ستكون خلاصة لمرئيات ووجهات نظر الجميع، وليس قرارا رسميا على الجميع تنفيذه دون رأي.. أما الأسبوع القادم فإنه سيشهد مرور ربع قرن على المهرجان الوطني للتراث والثقافة (الجنادرية) الذي تحول هو الآخر إلى محفل ثقافي وطني يحضره ويشهده كثر من الدول الشقيقة والصديقة. هذه بعض أيام الرياض.. أيام قلب الوطن التي تترجم ما يحدث في كل الوطن من سباق نحو المستقبل لا يتخلى عن نكهته الوطنية الخاصة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة