سيلتقي هذا المساء الأدباء والمثقفون والكتاب بوزير الثقافة والإعلام، بعد أن أصبح هذا اللقاء إحدى فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب، أو ختام المعرض. لا أستطيع توقع العدد الذي سيحضر هذه المرة بالذات، ولا أريد أن أتشاءم وأفترض أن الأحداث التي شهدها المعرض هذا العام ستؤثر على نسبة الحضور، ليس هذا هو المهم، وإنما الأهم هو ماذا سيدور في هذا اللقاء، وماذا سيتمخض عنه، وهل سنتوقع ترجمة عملية للتطلعات والوعود المتكررة؟؟.. أغلب الظن أن الأسئلة والمطالب لن تتغير عما سبقها، وستكون الإجابات غير مختلفة كثيرا عن الإجابات السابقة.. ستعاد الاسطوانة نفسها التي تتحدث عن فصل التوأم السسيامي (الثقافة والإعلام)، لأن كل واحد منهما له جسد وأعضاء وروح تختلف عن الآخر، وستطرح بعض الآمال المزمنة كهيئة الكتاب واتحاد الكتاب ومشاكل النشر، وصولا إلى الأندية الأدبية ولائحتها ومشاركة المرأة في إدارتها، إضافة إلى خليط من الأسئلة الهامشية والاستعراضية التي لا علاقة لها بالشأن الثقافي.. لن نختلف أن كثيرا من المشاكل تكمن في التفاصيل، لكن المشكلة الأساسية تكمن في المبدأ والمفهوم العام. إلى الآن، ما زال ينظر إلى الشأن الثقافي كشأن هامشي، رغم كل الاستعراضات التي نراها. علم لا ينفع وجهل لا يضر في قاموس المفاهيم والتعريفات المحلي. أندية أدبية تعتاش على الإعانات، وتدار بذات الأفكار النمطية القديمة، لائحتها الجديدة شهدت أطول فترة حمل، وولادتها ما زالت متعسرة، وحتى إذا خرجت لن تغير كثيرا في الأمور. فعاليات خارجية باسم الثقافة لا جدوى منها؛ لأن البضاعة غير جيدة وآلية تسويقها تقليدية جدا. معرض دولي سنوي للكتاب تصادر بعض فعالياته بعد إقرارها بسبب الوصاية على الثقافة، وتشهد أيامه وأماسيه مهازل تجعل شعوب العالم تضحك وتشفق علينا.. هل هناك شيء غير ذلك؟؟.. لدينا مبدعون في كل مجالات الثقافة، والمجتمع السعودي أصبح أكثر نهما للاستزادة من الثقافة، لكن البيئة والآليات والمفاهيم التي تدار بها الثقافة لا تساعد على وضعها في مكانها ومكانتها.. تحرير الثقافة واحترامها وحمايتها من الانتهاك والامتهان تأتي في مقدمة الأهميات، وبعد ذلك يمكن النظر في التفاصيل. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة