تعتبر قرية الجرف القديمة الواقعة إلى شمال محافظة رجال ألمع، من أقدم القرى الأثرية في محافظة رجال ألمع، وتحتوي على العديد من القصور الأثرية والقلاع الحربية ومسجد داخل القرية يزيد عمره على أكثر من 400 عام، وتقع على مرتفع يطل على مدينة الجرف الجديدة. وبين شيخ قبيلة بني قطبة عبد الله بن بجاد أن هناك مطالبات منذ زمن طويل لتأهيل قرية الجرف الأثرية، وأيضا مطالبات بفتح طريق لها، وقد صدر توجيه من أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بفتح الطريق فورا، من خلال الخطاب الموجه إلى محافظ رجال ألمع محمد بن سعود أبو نقطة المتحمي، والمعطى للهيئة العامة للسياحة والآثار صورة منه، حيث أيد أمير منطقة عسير ما رفعه محافظ رجال ألمع المتحمي على محضر اللجنة. وقال ابن بجاد سبق أن وقفت لجنة مكونة من وكيل المحافظ، مدير الدفاع المدني، رئيس المجلس البلدي، مدير المشاريع في البلدية، مندوب من الهيئة العامة للسياحة في عسير، مندوب آخر من شرطة المحافظة، ونائب عشيرة آل موهوب فايع يعقوب، واتخذ بذلك محضر تضمن المسارعة بفتح طريق للقرية فورا ودراسة لإعادة تأهيل القرية، وكان ذلك في 5/11/1430ه، وخلال الأيام الماضية وصل وفد من الرياض من الهيئة العامة للسياحة والآثار ووقف على القرية. وزاد ابن بجاد قائلا: ننتظر بفارغ الصبر زيارة أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار وذلك لتسليمهما ملفين يحويان كل ما يتعلق بهذه القرية الأثرية التي تحتوي على العشرات من القصور الأثرية والقلاع الحربية، ذات النمط المعماري التاريخي المتميز، ونحن نتطلع إلى إعادة تأهيل القرية بما يجعلها رافدا سياحيا آخر لمحافظة رجال ألمع، لا سيما أن موقعها استراتيجي، وذات مطلات جميلة على مدينة الجرف الجديدة. وأوضح نائب عشيرة آل موهوب أن القرية أثرية وتحتوي على القصور والقلاع الحربية، حيث يبلغ عدد القلاع الحربية اثنتان ما زالتا باقيتين حتى الآن على الرغم من مرور مئات السنين إلا أنهما ما زالتا محتفظتين بتفاصيلهما، وقد أنشئتا في موقعين مطلين على القرية وهما بمثابة الحماية لأهالي القرية من اللصوص في ذلك الوقت، وهي حاضرة رجال ألمع، حيث كانت تحتوي على العديد من الدكاكين التي يبلغ عددها آنذاك أكثر من ثمانية دكاكين، وكان يقصدها المتسوقون من كافة قرى وهجر محافظة رجال ألمع ومن خارج المحافظة، حتى أنه كان يقصدها متسوقون من محافظة بيشة. وكشف يعقوب أن القرية قبل 200 عام كان يطلق عليها (معتق) نسبة إلى ارتفاعها وإطلالها على المحافظة، وبنيت وأسست في وقت لا دولة ولا حكم ولا أمن في ذلك الوقت، حيث إن موقعها الاستراتيجي ساهم في صعوبة مهاجمة اللصوص أو عصابات نهب الأموال للقرية. أحمد بدوي في العقد السابع من العمر وهو أحد أبناء القرية رفض المغادرة وفضل البقاء وكشف ل«عكاظ» أن القرية يخترقها نفق يبلغ طوله أكثر من 200 متر وجميع من في القرية يستخدم هذا النفق، حيث إنه يؤدي بمرتاديه إلى خارج القرية. وأضاف: للقرية ثلاثة أبواب كانت تغلق أثناء دخول فترة المساء، ولا يمكن لأي شخص أن يدخل إلى هذه القرية إلا بواسطة هذه الأبواب الثلاثة. والقرية كانت تتمتع بحركة تجارية كبيرة في ذلك الوقت وكان التجار يقومون باستيراد تلك الطلبات من القحمة والبندر (القنفذة حاليا)، وكان التجار يصدرون العسل والسمن والحبوب إلى خارج المحافظة، التي كان يقصدها المتسوقون من جميع المحافظات المجاورة. وفي ذات الاتجاه أبدى رجل الأعمال إبراهيم بن محمد أبو شرارة الألمعي استعداده التام في المساهمة في إعادة ترميم القرية التراثية من جديد، وأشار إلى أن القرية كانت من أهم القرى التجارية وهي ذات موقع استراتيجي ساهم في ارتفاع الحركة التجارية للقرية في ذلك الوقت، ولكن صعوبة الطريق المؤدي إلى القرية ساهمت في هجرة السكان الأصليين إلى مواقع قريبة لكنها تتمتع بسهولة الحركة، وأضاف أبو شرارة قائلا: آمل من البلدية أن تضع لتلك القرية كل الأهمية وأن تدرج مشروع سفلتة الطريق المؤدي إلى القرية ضمن أولويات الطلبات للعام الحالي، حيث إن هناك طلبات للقرية بالسفلتة منذ سنوات طويلة، ولكنها للأسف لم تر النور من قبل البلدية. كما أبدى محافظ رجال ألمع محمد بن سعود المتحمي استعداده التام بالوقوف مع أهالي قرية الجرف التراثيه قائلا: الجرف القديمة هي قرية معروفة وذات أهمية كبيرة منذ سنوات طويلة، وسبق أن قمت بالوقوف على تلك القرية ومشاهدة تلك المباني والقصور والقلاع الحربية ومشاهدة كافة تفاصيل القرية عن قرب، وسوف نضمها إلى القرى الأثرية في المملكة وسوف تحظى بذات الاهتمام الذي تحظى به تلك القرى، خاصة أن القرية تتمتع بموقع استراتيجي مميز، بالإضافة للأسواق والدكاكين التي كانت تقام في ذلك الوقت، ومطلاتها المميزة وهندستها المعمارية الجميلة، وتعتبر رافدا سياحيا مميزا لأهالي محافظة رجال ألمع.