احتفظت قرية الجرف الأثرية الواقعة إلى شمال محافظة رجال ألمع ببعض تفاصيلها على الرغم من تعاقب السنين والأيام وتعرضها لعوامل التعرية، ورغم مرور 40 عامًا عليها إلا أنها بقيت صامدة لتحكي لأجيال قادمة قصة كفاح بناها أصحاب سواعد فتية، وتحتوي هذه القرية الأثرية على العديد من الحصون والقلاع الحربية والقصور، ومما يزيد من أهميتها موقعها الاستراتيجي حيث تطل على مدينة الجرف الجديدة والتي تعد من أهم المراكز التجارية التي يقصده المتسوقون من داخل المحافظة وخارجها. وأوضح نائب عشيرة آل موهوب فايع يعقوب أن هناك مطالبات منذ زمن طويل لتأهيل قرية الجرف الأثرية، وفتح طريق سياحي، وقد صدر توجيه من أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد بفتح الطريق فورًا، من خلال الخطاب الموجه إلى محافظ رجال ألمع في ذلك الوقت محمد بن سعود أبو نقطة المتحمي، وأضاف «سبق أن وقفت لجنة مكونة من وكيل المحافظ، مدير الدفاع المدني، رئيس المجلس البلدي، مدير المشاريع في البلدية، مندوب من الهيئة العامة للسياحة في عسير، مندوب آخر من شرطة المحافظة، وتم الاتفاق على المسارعة بفتح طريق للقرية فورا واجراء دراسة لإعادة تأهيل القرية، قبل عامين من الآن وقبل عدة أشهر ماضية وصل وفد من الرياض من الهيئة العامة للسياحة والآثار ووقف على القرية. وزاد يعقوب سبق أن زار أمير منطقة عسير صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن خالد والأمير سلطان بن سلمان رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار محافظة رجال ألمع وتم تسليمهما ملفين يحويان كل ما يتعلق بهذه القرية الأثرية التي تحتوي على العشرات من القصور الأثرية والقلاع الحربية، ذات النمط المعماري التاريخي المتميز، ونحن نتطلع إلى إعادة تأهيل القرية بما يجعلها رافدا سياحيا آخر لمحافظة رجال ألمع، لا سيما أن موقعها استراتيجي، وذات مطلات جميلة على مدينة الجرف الجديدة. وقد أنشئت القلاع الحربية بها في موقعين مطلين على القرية وهما بمثابة الحماية لأهالي القرية من اللصوص في ذلك الوقت، وكشف أحمد بدوي أن القرية قبل 200 عام كان يطلق عليها (معتق) نسبة إلى ارتفاعها وإطلالها على المحافظة، وبدا أن موقعها الاستراتيجي ساهم في صعوبة مهاجمة اللصوص أو عصابات نهب الأموال للقرية. لافتًا إلى أن القرية يخترقها نفق يبلغ طوله أكثر من 200 متر يؤدي بمرتاديه إلى الخروج القرية وفق خصوصية معينة. وبين أن للقرية ثلاثة أبواب كانت تغلق أثناء دخول فترة المساء، وأوضح أن الجرف القديمة قرية معروفة وذات أهمية كبيرة منذ سنوات طويلة. كما أبدى رجل الأعمال إبراهيم أبو شرارة الألمعي استعداده التام في المساهمة في إعادة ترميم القرية التراثية من جديد، وأشار إلى أن القرية كانت من أهم القرى التجارية وهي ذات موقع استراتيجي ساهم في ازدياد الحركة التجارية في ذلك الوقت، ولكن صعوبة الطريق المؤدي إلى القرية ساهمت في هجرة السكان الأصليين إلى مواقع قريبة، وطالب أبو شرارة البلدية أن يدرج مشروع سفلتة الطريق المؤدي إلى القرية ضمن أولويات الطلبات للعام الحالي.