بعد المقابلة التي أجرتها «صحيفة عكاظ» مع معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز محيي الدين خوجة، الأحد «28 فبراير، 2010م» وتصريحه المكرر عن قرب صدور تنظيم جديد للمواقع الإليكترونية، ومحطات الفضاء يتطلب ترخيصا للراغبين في إنشاء هذه الوسائط في المملكة؛ كان السؤال هل هذه النظم، المنتظرة مجرد تراخيص مقننة، يمكن التقاضي بها، أم أنها تتجاوز ذلك إلى رقابة قد تعكر صفو مرحلة الربيع الإعلامي والثقافي التي أشار إليها معالي الدكتور خوجة، حول مفاهيم خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، حول الإعلام، وحرص الملك - يحفظه الله - على وجود «إعلام سعودي شفاف صادق ومؤثر»، يكشف للمسؤول مواطن النقص؟ قال معالي الوزير: إن الترخيص ليس تقييدا للحرية بقدر ما هو تنظيم، وأكد الوزير: أنه وضع الأولوية «للقضاء على الفوضى في الفضاء والإنترنت، لأن هذه المظاهر تحتاج إلى تنظيم، ولا نترك المجال لأي معتوه أن ينتهك أعراض الناس ويشتمهم بحجة حرية الرأي، فهذا أمر غير مقبول على الإطلاق. ولهذا سيكون التنظيم فنيا ومهنيا شاملا، وذا مردود ملموس، بعد أن نضع القواعد الصلبة للمستقبل الذي يختلف عن العصر الذي مضى». ونحن نوافق معالي الوزير، أن القضية الإعلامية في النشر الحر متفاقمة جدا حيث يختلط الغث بالسمين، ويعرض للناس إعلام مفتوح، لكنه يفتقد ميزة الحرية الإعلامية المنضبطة التي أتاحها عهد الملك عبد الله بن عبد العزيز الزاهر، وكلنا لا نريد أن نخسر هذه الحرية لصالح تنظيم وزاري، قد يتحول إلى عصا في وجه الإعلام المستنير، خصوصا أننا نرى صحفا سعودية اليوم لا يسبقها أحد في طرحها النير المنفتح الذي يعالج الأمور بتعقل وروية، وكثير من الصحف الإليكترونية اليوم معقولة الأداء مع انفتاحها الكبير في مناقشة قضايا حساسة، لكن هناك في الشبكة الإليكترونية، وفي محطات الفضاء من يفسدون هذا الانفتاح بكثير من التجاوزات في السب لأشخاص عاديين، وسرقة للحقوق الفنية، وخلق مناحرات، وعداءات شخصية، وكثير من الحالات التي حدثت فيها إساءات بالغة للعمل الدبلوماسي في المملكة، كما أشار لذلك معالي الوزير إلى بعض هذه الأمور، ناهيك عن قنوات تخصصت بالإثارة، والدجل، والابتزاز المالي، وبث النعرات وغير ذلك كثير. نحن بانتظار التنظيم الجديد للوسائل المحلية بكافة أنواعها، لكننا أيضا نتمنى قبل صدور هذه النظم، أن يوضع مفهوم واضح لمصطلحات وردت في الحديث مثل «تراخيص»، وهو ما حدده معاليه بشكل عام. وقد شدتني الكلمات الأخيرة مما نقلته عنه سابقا، وهو قوله «أن نضع القواعد الصلبة للمستقبل الذي يختلف عن العصر الذي مضى»، وهذا حجر الأساس في أي تحرك صحيح في التنظيم، فالأمس غير اليوم وغدا شيء آخر. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 240 مسافة ثم الرسالة