حين نتحدث كثيرا عن مجلس الشورى فلأننا نؤمن بأهمية وجوده كمؤسسة يعلق عليها المجتمع آماله الكبرى في الإصلاح والتطوير وضمان حقوق المواطن ووضع حلول للمشاكل المتراكمة التي لم تكن توجد جهة تحيط بها وتبحثها، وحين يرتفع سقف مطالبنا من المجلس فإننا غير غافلين عن وجود ما يحد من فعالية أدائه كما يجب، ولهذا فإن على جهاز مجلس الشورى أن يكون صاحب البادرة في المطالبة بمزيد من المرونة والصلاحيات ليكون أكثر تأثيرا وتلبية لطموح الوطن. اليوم يقف ملك الإصلاح والمبادرات الضخمة متحدثا أمام المجلس، وفي كل سنة نجد أن خطابه يحفظه الله متقدم كثيرا عما نتوقعه، إذ اعتاد على إطلاق الضوء الأخضر لنمضي أكثر مما نحلم .. ويوم أمس امتلأت الصحف بتصريحات لعدد كبير من أعضاء المجلس احتفاء بهذه المناسبة، أشادوا فيها بتشريفه واهتمامه بطرح سياسات الدولة في كل مجال أمام المجلس بشفافية مطلقة، ودعوته المستمرة للأخذ بالأسباب التي تمكن الوطن من استمرار مسيرته النهضوية، وحرصه على التصدي للتعطيل والتقصير في أداء الواجبات الوطنية في كل موقع. أقول إن كل الأعضاء الذين تحدثوا للإعلام لم يتجاوزوا ما هو معروف للجميع، فمن ذا الذي إلى الآن لا يعرف ما يحمله هذا الملك الاستثنائي من حب للوطن وإصرار شجاع على نقله إلى مصاف العالم الأول بقراراته التاريخية التي يبهجنا بها يوما بعد آخر؟ كنا نتوقع أن يتحدث الأعضاء الكرام من نخبة الوطن عما يأملونه من ملك التحديث والتطوير والإصلاح من دعم، لكي يكون مجلسنا سلطة تشريعية ورقابية فاعلة تحترمها كل مؤسسات الدولة وتخضع لقراراتها. كنا نتوقع منهم أن يطالبوا ملك المبادرات أن تتغير المعادلة القائمة الآن التي لا تتفق مع مفاهيم العمل البرلماني حين تأتي مشاريع الأنظمة لمجلس الشورى ليدرسها ويعيدها، بدلا من أن يكون هو الجهة التي تبت بشأنها، بل الجهة التي تولد فيها الأنظمة والقوانين، وتبحث فيها القرارات الكبرى للوطن، ولا تنفذ إلا بإقرارها تحت قبته. كنا نتوقع أن ينتهز أعضاء المجلس هذه المناسبة ليفتحوا قلوبهم بصدق ليتحدثوا إلى ملك عظيم عما يتمنونه لمجلس شارف عقدين من عمره، وتوالت على مقاعده خبرات وكفاءات مهمة، وآن له أن يتحمل مسؤولية حقيقية كاملة، لا أن يقوم بمهام جزئية، ويصدر توصيات غير ملزمة.. لتكن لديكم الشجاعة أيها الكرام لتقولوا كلمة الحق أمام ملك يبحث عن الحق والحقيقة. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة