طيلة ثمانية أعوام مضت، ظل المواطن حمد فرحان القحطاني (70 عاما) قابعا في أحلامه، ينام على أضغاثها ويستيقظ على ذكرياتها، ورغم أن حلمه في الحصول على قطعة أرض تحقق أخيرا، إلا أن كابوسا آخر أطل عليه ملوحا بقرار تأجيل فرحته حتى إشعار آخر، حين منح قطعة أرض في سفح جبل بالقرب من مركز وادي بن هشبل شرقي محافظة خميس مشيط. ووصف القحطاني أنه بات محتاجا إلى أمور أخرى تساعده على تحقيق حلمه، إذ جاءت منحته في سفح جبل، واصفا الوصول إليها ضربا من الخيال، مضيفا «قطعة الأرض التي حصلت عليها، يصعب على سيارات الدفع الرباعي الوصول إليها، والوسيلة الوحيدة التي قد تحل معضلتي هي وجود طائرة هيلكوبتر تقلني وأسرتي إليها، نظرا لتقدمي في العمر، في حال لم يعتمد طريق ممهد إليها، في حين يبعد أقرب طريق عنها مسافة عشرة كيلو مترات». وأشار المواطن إلى أن فكرة الحصول على منحة أرض ساورته قبل خمسين عاما، لكنه تأخر في تقديم الطلب جراء تردي حالته المعيشية، إذ يعيل زوجته وابنته الوحيدة، التي لم تكمل تعليمها الجامعي نظير ذات الحالة، مكملا «لم أسكن يوما واحدا في منزل، فمنذ ولادتي أسكن العراء، وكل ما أملكه من هذه الدنيا، خيمتي وراتب تقاعدي لا يتجاوز ال1700 ريال». إزاء ذلك، أوضح مساعد رئيس بلدية خميس مشيط المهندس حزام الشهراني أن المخطط الذي جاءت فيه منحة المواطن يعتبر من المخططات البعيدة عن المحافظة، مشيرا إلى أن الخدمات البلدية لم تصله بعد، ولا يمكن التنبؤ بوقت وصولها، نظرا لوجود مخططات أخرى ذات أولوية في الحصول على الخدمات. وحول إمكانية استثناء المواطن من المنحة نظير ظروفه وتعويضه بأخرى في مكان مناسب، بين الشهراني أن ذلك الأمر ليس من اختصاص البلدية، مقرا «كل المنح في ذلك المخطط جرت عبر القرعة، وتحت إشراف لجان معتمدة، وفي حال وجدت مبررات كافية لدى المتضرر من هذه المنحة، فيمكنه التقدم بطلب إلى الوزارة يشرح خلاله مطالبه وظروفه».