تقول الأخبار إن مجموعة من الفلبينيين المقيمين في المنطقة الشرقية.. جمعوا أنفسهم.. وراحوا متطوعين بجهودهم الفردية ينظفون واجهة شاطئ البحر!! لست مخطئة أيها القراء الكرام.. قلت فلبينيين وما قلت طلابا سعوديين، ولا متطوعين سعوديين ولم أقحم السعودة في الموضوع! ويقول الخبر أن هذه المجموعة الفلبينية قامت بالتطوع بجهودها لتنفيذ هذا العمل المهذب الجميل! لا شك أن إحساس هذه المجموعة الطيبة بالانتماء لمحل إقامتهم واحساسهم بالمسؤولية تجاهه.. هو قمة الشعور الإنساني المطلوب بين المواطن والمقيم على اعتبار أنهما يتبادلان المنافع على هذه الأرض وينتميان معا لخيرها وجودها ووجودها! إلى حد هنا لا غبار على الموقف الجميل! لكننا ابتلينا بمجموعات بشرية لا تفعل خيرا ولا تريد أن تتطوع.. ولا تريد غيرها أن يفعل خيرا أو يتطوع! فئة لا ترحم ولا تحب الرحمة في الآخرين! لذا لن تخلو هذه الصورة الحلوة من أصابع تتبرع للخربشة على وضوحها بل وتمزيقها! فيظهر من يقول كما تعودنا من بعض جماعاتنا (هذولا إيش دخلهم).. وآخرون سيقولون (يروحوا بلادهم ويكفونا شرهم وهناك ينظفوا على كيفهم) وآخرون (أكيد أخذوا فلوس على هذه الشغلة هو أخذ فلوسنا غيرهم)!! وآخرون (ملاقيف هذه اللقافة بأم عينها ماكفاهم أخذوا الوظائف كمان يأخذون تنظيف الشواطئ!). أما فئة الصحوة القائمة بدور حراس الفضيلة وجنود الثواب والعقاب وأبطال المشهد الاجتماعي.. وحامية حمى الأخلاق الحميدة فلن ترى الجمال والنقاء في العمل الفلبيني التطوعي بل سوف ترى العكس! وسوف تنذرنا بالويل والثبور وعظائم الأمور لو تركنا الفلبينيين يتطوعون لتنظيف الشواطئ! وسوف تغمز وتلمز هل رأيتم أنهم يريدون شواطئنا أن تكون مثل شواطئهم! يريدوننا أن نعتني بشواطئنا حتى ينتشر الاختلاط والفجور والفسوق والفساد!! لأن أوساخها دليل عدم الاهتمام بها وابتعاد الناس عن مواطن الشبهات ومواقع الزلل! فإذا نظفت وتنظفت كان ذلك بمثابة الدعوة للناس أن هلموا إلى الشواطئ وانعموا بها وفيها! وهذا مفتاح الشرور وعلامة من علامات الكشف عما في الصدور!! فمن باب سد الذرائع لا ينبغي تنظيف الشواطئ! واردعوا الفلبينيين العملاء الملاقيف!! وهكذا لن يجد هؤلاء الجميلون الطيبون من يدعوهم إلى جهة معينة كالبلدية مثلا أو أمانة المدينة كي يشكرهم في حفلة شاي على مشاعرهم وجهودهم أو يقدمهم قدوة لمن لا يقتدون إلا بالسعوديين! واستثمار هذه الصورة الإيجابية في العلاقة بين المواطن والمقيم والوطن والمقيم!! لن يجدوا هذا كله! وللأسف. لكن الأهم لماذا نشأت فكرة التطوع عند هؤلاء!! وعقمت عند غيرهم!؟ لماذا بذرة التطوع لا تجد أرضا خصبة في مدارسنا وبيوتنا وحتى مساجدنا ونحن قوم نحب الأجر ونبحث عنه حتى مساجدنا تركنا رعايتها للوافدين الذين نسميهم في الإقامة (عامل) والمصيبة لو لم يكن مسلما بحق وحقيق! أما المدارس فأذكر أن مدير مدرسة أمر طلابه بتنظيف الفصول بعد شخبطتهم على جدرانها.. فجاءه إنذار من إدارة التعليم يوبخه لأن الطلاب عندنا ليسوا (خدام)! للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة