إذا كان لدينا، ممن يعدهم العامة والدهماء علماء، من يبيحون إهدار دم من يجيز الاختلاط فلا غرابة عندئذ أن يخرج من بين هؤلاء العامة والدهماء من يبيح لنفسه تهديد مسؤول بالقتل أو حرق مؤسسة ثقافية علمية عامة. وإذا كان علماؤنا الأفاضل لا يزالون يصرون إصرارا مريبا على الصمت، مفضلين عدم مواجهة من يصدر أحكاما تبلغ حد إهدار الدم حول قضايا خلافية فلا غرابة عندئذ أن يتخذ العامة والدهماء من تلك الأحكام فتاوى يتبرعون بتنفيذ ما تنص عليه من أحكام طلبا للمثوبة وكسبا للأجر. ومن المؤلم لنا جميعا، مواطنين ومسؤولين، أن يبقى بيننا من يتصدر ويتصدى لإصدار تلك الأحكام، ومن يتبرع لتنفيذ ما يرد فيها بعد سنوات من معاناتنا مع التطرف كفكر يقود إلى الإرهاب والإرهاب كتطبيق للفكر المتطرف. ومن المؤلم لنا جميعا، مواطنين ومسؤولين، أن يبقى بيننا من يبيحون الدماء بفتوى ومن يستبيحونها بتطبيق تلك الفتوى بعد كل هذه السنوات والدورات من الحوار الوطني، وكل هذه السنوات التي أهدر فيها من حبر الكتابة ما يكفي لتحميل ناقلة نفط دون أن يثمر ردعا لمن يتحرف لفتوى أو يتحيز لتنفيذها، ودون أن يثمر موقفا حازما من علمائنا ومفكرينا للوقوف في وجه دعاة التكفير والتفجير وقتل المثقفين وحرق الأندية الأدبية. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة