أول مرة قرأت فيها إنتاجا أدبيا سعوديا كان في منتصف السبعينيات الميلادية..في تلك المرحلة أفرزت المطابع بحوث المؤتمر الأول للأدباء السعوديين، وبرز شعراء وكتاب سعوديون، وكانت هناك أبحاث نقدية تتناول أعمالا أدبية لكتاب وشعراء عرب. وللواقع فقد بقي الطقس الأدبي لدينا يقاوم قدر الإمكان عوامل التراجع الآيلة إليه بتأثيرات الترهل لكيلا يصدأ فيختفي ويهلك!! وعندما جاءت الأندية الأدبية أفرزت طورا آخر من المراجعات، وكان من بين أدوارها التي لعبتها ببراعة تنقيح ما يمكن تنقيحه، وباستغلالها لإمكانات متاحة استطاعت عبر سنواتها اللاحقة إفراز جيل أدبي بنتاج آخر إلى جانب سابق عليه قربا بفكرة وابتعادا بأحاسيس وأفكار. وللواقع فالحصاد الأدبي لدينا كان ينتظر التأهيل لعملية النقل إلى لغات الأخرى. لكننا لم نسمع غير القليل من الأعمال التي ربما تمكنت من الانتقال عبر الترجمة وفقا لما هو خاص وشخصي ليس إلا..!! الآن في النادي الأدبي في المنطقة الشرقية، وبحسب متابعات يعملون بتنسيق جماعي على ترجمة أعمال شعرية أخرى وقصائد لشعراء سعوديين وللواقع فهذه الخطوات كانت يفترض لها الانتشار في عموم الأندية الأدبية وسطا وغربا وبامتداد نحو الشمال وجنوبا كذلك وخاصة أن الجامعات على مدى ربع قرن زمان أفرزت الكثير من خريجي اللغات الأوربية ويتوافر إليهم معطيات الترجمة وبقليل من التدريب يمكن للأندية الأدبية وورش العمل الحصول على مترجمين لديهم الخبرة بتوافر القدرة على الإنتاج.. المثقف السعودي عبر تجاربه الأكاديمية ربما يكون الأكثر تطلعا وإحساسا وإلماما بثقافة الآخر، أكثر من تطلعات الآني الآخر إلمام بما هو آيل إلينا.. وللواقع فأعمال الترجمة الأدبية لا تتطلب أكثر من العمل الجماعي والتنسيق وهي تحتاج الدعم السخي ماديا ومعنويا أيضا ناهيك عن إسناد الأعمال أثناء التنقيح إلى من يلزمه الأمر بأعمال المراجعة والتصويب. ويجب علينا أن نتذكر صعوبة نقل نتاج فكري وأدبي من ذاكرة إلى أخرى، فمثل هذه المشاريع لا تجري سريعا هكذا في موسم عابر، فنحن بحاجة إلى أقسام متخصصة وبأجور تكافئ إسناد أعمال وفق هكذا نحو إليهم... الترجمة هي نشاط جماعي بتأهيل سابق وخاصة مسألة الشعر.. والإبداع في ترجمة الشعر لا يكون عملا آيل النقل إلى لغة أخرى بترجمته على نحو تجاري. إنه يحتاج إلى تدقيق وإلى خبرات متخصصة في دراسة الشعر الأجنبي، وبذلك يستطيع شعر هذا الجيل الراهن الانتقال إلى عمق ثقافة الآخرين بحفاظه على الروح التي واكبت تألقه وإبداعه صناعته وإبداعه!! ويشكر دكتور أحمد الشويخات على روحه الجريئة وعيا وإضاءة وجرأة باستهلال مبادرة على هكذا نحو، ولتفهمه الانتقائي بالنقل عنه وفق تاريخه الآيل إلى منتصف السبعينيات، إذ أنها نقطة الافتراض الصحيح لورشة أعمال الترجمة، فإليه تقديري مشفوعا بخالص المودة!! وليتهم يفعلون الشيء نفسه، بانتقاء نماذج إبداعية تتطلب النقل إلى لغات أخرى، عبر قلوبنا وسطا ومن فوق رؤوسنا شمالا انتقالا إلى الجنوب وكذلك غربا هنا في جدة، على أن يتم التنسيق فيما بين الأندية تفاديا للخلط والتضارب، وباعتقاي أن الثقافة، ممثلة بوزيرها، «سفيرا ومثقفا وشاعرا» أيضا، لن تبخل على ورش الترجمة التابعة للأندية الأدبية فيما لو استحدثت على أساس صحيح، بشيء يتطلع إليه الإحساس الثقافي بأهمية النقل، لأنه كما انتقل الآخرون إلينا بأفكارهم، فيجب علينا باختلاط وبغير اختلاط أن نكون ذات يوم ورقة أو جزءا من إحساس الآخرين بالعالم!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 264 مسافة ثم الرسالة