ضربت مديرية الشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة بأنظمة وزارة الصحة التي تنص على ضرورة التكتم على أسرار المرضى وعدم إفشاء معلوماتهم مراعاة لحالهم الصحية والأسرية عرض الحائط إذ أصدرت أخيراً بياناً صحافياً (حصلت «الحياة» على نسخة منه) شهّر ب «مريض نفسي» في مستشفى الصحة النفسية. بدوره، شدد مدير مستشفى الصحة النفسية الدكتور أحمد حافظ ل «الحياة» على أن أخلاقيات «المهنة» توجب التكتم على أسرار المرضى وعدم البوح بها، «إذ لا يسمح لأي شخص بالاطلاع عليها، مراعاة لوضعه الأسري والصحي». وقال: «هناك قنوات خاصة مخولة بالاطلاع عليها، ولا يسمح لأي من كان أن يطلع على أي تفصيل من تلك المعلومات السرية». واستغرب كيفية مواجهة المريض للمجتمع بعد تماثله للشفاء في حال شُهِّر بمرضه. من جانبه، برر المتحدث الرسمي في «صحة المدينة» سعيد الغامدي ل«الحياة» إصدار «بيان التشهير»، عازياً إياه إلى الرغبة في «كشف حال المريض، وليس التشهير به». يذكر أن بيان «صحة المدينة» نص على الآتي: «بناء على توجيهات المدير العام للشؤون الصحية في منطقة المدينةالمنورة الدكتور خالد بن عبدالعزيز ياسين بخصوص تشكيل فريق طبي لمتابعة حال المريض النفسي عمر، قام الفريق الطبي برئاسة مدير مستشفى الصحة النفسية وعضوية اختصاصيين نفسيين بزيارة المريض النفسي في مقر إقامته بالتنسيق مع أهل المريض يوم الأربعاء 10/3/1431ه في الساعة 11,00 صباحاً وبعد الدخول إلى غرفة المريض المسجون فيها، وجد أنها أسوأ من السوء، إذ لا تصلح للاستخدام الآدمي، وتم تقييمه، ووجد عارياً، يسب ويشتم ويلعن، يلاحظ عليه الانفعال والغضب والانفلات النفسي والعنف اللفظي، يتصرف بناء على الضلالات والهلاوس التي يعتنقها ويسمعها، غير «مستبصر» بمرضه تماماً، وتم إلباسه ملابس ساترة، وتمت تهدئته و«مسايسته» إلى أن خرج من مقر عزلته وركب سيارة المستشفى برفقة فريق من التمريض النفسي، وتم إدخاله قسم التنويم بالمستشفى، حيث عمل له اللازم الفحص الجسدي والنفسي والتقويم التمريضي والاجتماعي، وطلبت الفحوصات اللازمة وتم إخضاعه لبرنامج علاجي مكثف تحت إشراف الفريق الطبي».