باتت الخادمة لدى البعض سيدة المطبخ الأولى، وصارت هي من تتحكم في وجبات المنزل. و السؤال : إلى أي حد تتقبل ذلك الوضع وأن تكون العاملة صاحبة القرار في إعداد و تجهيز الطعام؟ وإلى أي مدى تتذوق تلك الوجبات المصنوعة بيدها لا بيد زوجتك ؟ الشريحة الأكبر من الاستبيان العشوائي لأزواج في جدة كان موقفها إيجابيا مع السؤال، ولم تجد غضاضة في ذلك حيث قالت: 43 في المائة المسألة عادية تماما ولا يوجد امتعاض، طالما أن تلك الوجبات تعد داخل مطبخ البيت. وتباهي 14 في المائة من نفس الشريحة ( 43 في المائة) بأن لديهم عاملة تتولى شؤون المطبخ، بمعنى أنها المسؤولة عن إعداد الوجبات فقط. والأعمال الأخرى كالغسيل والكي تكون من اختصاص خادمة غيرها، وبالتالي فقد تعودوا على تذوق الطعام من يدها ولا يتذوقونه من يد غيرها. و 31 في المائة من شريحة ( 43 المائة ) قالوا كثيرا ما تفوقت العاملة على الزوجة في إعداد الواجبات، و يكون لتلك الوجبات مذاق خاص نتيجة لمعرفتها أي تلك الخادمة بنوعيات مميزة من البهارات الخاصة بهن أو ببلدهن، ولهذا يفضلون الطعام من يد الخادمة مثلما يفضل أطفالهم ذلك. ولعبت 29 في المائة على وتر الظروف قائلين: ليس دائما هي من تطبخ، لكنها إذا طبخت لم نرفض ذلك، والمسألة مرهونة بوضع الزوجة. وأضافت نفس الشريحة: كثيرا ما تكون الزوجة عاجزة عن دخول المطبخ كأن تكون في حالة ولادة أو لديها ظروف عمل صعبة كأن تكون معلمة أو مريضة، هنا نقوم ونكلف الخادمة بإعداد وجبات المنزل، خصوصا أن بعض الخادمات لديهن قدرة فائقة في التعلم السريع فيما يتعلق بإعداد الأطعمة أو المشروبات. واعترف 22 في المائة بأن الخادمة هي من تعد بصورة مستمرة الطعام، ولكنهم قيدوا ذلك بقولهم : إنه تحت إشراف الزوجة وليس بعيدا عنها، فالزوجة تكون حاضرة ولا تغفل عنها أبدا، وتظل مرافقة لها حتى يتم وضع الطعام على السفرة، وهذا من باب الاحتياط، فلا نعلم ماذا تضع فيه، وهل ستعتني بنظافة إعداد الطعام مثل الزوجة أم لا؟. أما ال (6) في المائة المتبقية، فالرد منهم جاء مغايرا تمام لكل تلك الشرائح حيث جاءت ردودهم بالرفض القاطع وقالوا: لا مكان للخادمة في المطبخ، حيث إن عملها يختص فقط بغسل الملابس وكيها لاغير، أما الأواني وأدوات المطبخ وغسل الخضار مثلا و إعداد الوجبة من الألف إلى الياء هذا من اختصاص الزوجة فقط.. نبقى جياعا كما قال بعضهم ولاتحضر الخادمة الطعام، وهذه هي شروطنا معهن. وتوصل (2) في المائة من هذه الشريحة للقول بتأفف صريح: بطوننا سوف ترفض طعاما أو شرابا، متى ما علمنا أن الذي أعدته خادمة، ونستغرب ممن يركن إليهن في ذلك مع كثرة حوادث التسمم أو الخبث والحقد الذي يقمن بدسه في طعام من يعملن لديهن. ولم يقتصر (3) في المائة من ال (6) في المائة عند حد موضوع طبخ الخادمة، وإنما وصل الأمر بهم للقول: من الأساس نرفض وجود الخادمة أصلا في البيت، فبيوتنا بلا خادمة ولا نحتاج إليها.