اليوم السابع عشر من هذا الشهر، صادف مرور عام كامل على غياب الكاتب الروائي الرمز الطيب صالح، الذي ظهر في زمن كان يمكن لكاتب فيه أن يصبح رمزا، بعكس هذا الزمان الذي ما عاد للكتاب بريق فيه، ولا عادت الكتابة بساطا أخضر يمضي بصاحبه إلى منصة تتويج. خلال هذا العام، لم تنقطع الكتابة عن الطيب، لم ينقطع تذكره عند كل الذين عرفوه عن قرب أو عن بعد، وعادت رواياته القليلة التي أنتجها وتوقف عن الكتابة بعدها، إلى الظهور مرة أخرى بثياب جديدة، وأيضا بنزاعات عديدة، وكل يدعي امتلاك حق نشرها وترويجها، وأيضا تلك الكتب التي جمعت من هنا وهناك ونشرت على عجل، وأثارت كثيرا من المشكلات، وقد كان لمنتدى أصيلة السنوي دور كبير في تذكر الطيب، وأفرد ثلاثة أيام من صيفه الماضي، لتذكر الرجل الذي كان واحدا من الذين شاركوا في قيام ذلك المنتدى، واستمر ضيفا مرابطا فيه، حتى رحل، وكان الكتاب الذي أصدره المنتدى احتفاء بالطيب، راقيا في طباعته وانتقاء الذين كتبوا فيه، وجاء إطلاق اسم حديقة في البلدة الصغيرة على اسم الطيب، لفتة جديرة بالثناء عليها. في هذه الأثناء أيضا أنتج صديقنا المخرج قاسم أبوزيد، والمهندس أسامة سعيد، بوصفهما من الشباب الذين أحبوا الطيب كثيرا، شريطا سينمائيا عن حياته ومماته وارتباطه بالأرض والناس، بذلا فيه مجهودا كبيرا، ولكن تواجههما كثير من العقبات في سبيل عرضه، وإتاحة الفرصة للناس كي يطلعوا على هذا المجهود الضخم. في المقابل أنتج المخرج سيف الدين، بتمويل محدود أيضا، شريطا اسمه (رجل من كرمكول)، كناية عن القرية التي ولد فيها الطيب وكتبها بجغرافيتها وتاريخها وشخوصها في رواياته، وقد ظهرت في هذا الشريط الذي عرض بالفعل، عدة شهادات لكتاب سودانيين وعرب، تحدثوا فيها عن الراحل العظيم، ودوره الكبير في الثقافة السودانية والعربية. سمعنا في هذا السياق عن ملتقيات أقيمت هنا وهناك لتذكر الطيب، وملتقيات ستقام، واحتفاءات في الصحف والإنترنت، وكلها تصب في موضوع واحد، هو تكريم رجل رمز في حياته وليس كتابته فقط. أهمية الطيب في رأيي تكمن في كونه عرف ببلاده في وقت كان يصعب فيه التعريف ببلد ما، عرف ببيئته وتراثه وثقافته، وفتح أعين الآخرين، لينظروا إلى السودان نظرة بعيون أخرى، تحب ذلك البلد وتحترمه. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 104 مسافة ثم الرسالة