منذ فترة وجيزة، أصدرت «دار الغاوون اللبنانية»، ستة أعمال لمبدعين سودانيين، فيهم روائيون، وشعراء، وكتاب قصة قصيرة، ومن بينهم الكاتب السوداني المعروف، طارق الطيب، الذي يعيش في النمسا منذ زمن، وحظي باهتمام كبير هناك، بعد ترجمته إلى الألمانية وغيرها من اللغات. وأعلنت الدار في هذا الصدد، أن لديها خطة لنشر المزيد من إبداعات السودانيين، حتى يقترب الأدب السوداني من نظرائه الآداب العربية الأخرى، ويتلمس قارئا جديدا، غير القارئ المحلي الذي الذي اعتاد عليه، وربما نقادا آخرين، يؤيدون وجوده العربي، ويفتحون له سكة الوصول. ما فعلته تلك الدار، يعد إنجازا كبيرا لإبداع طالما ظلم، وطالما أطل خجولا وسط الإبداع العربي، باستثناء مجهودات فردية لعدد محدود من الشعراء والكتاب، أتيحت لهم فرصة أن يكتبوا وينشروا خارج السودان، وبالتالي وصلوا إلى القارئ البعيد، وما كان هذا ليحدث لو ظلت الكتابة داخلية بحتة، وظل النشر ذلك الذي يساهم في كشف العيوب، أكثر من سترها، حين تأتي الطباعة رديئة، وكثيرة الأخطاء، وتأتي الأغلفة مجرد ورق ضعيف، لا يشد أي أحد للقراءة، في زمن أصبح النشر صناعة، والكتاب سلعة فنية، تروج بكل خصائص السلع الفنية الأخرى. ولو غاصت «دار الغاوون» أكثر في شوارع الخرطوم، ومقاهيها، وأحيائها العشوائية، أو حضرت فعالية ثقافية في نادي القصة مثلا، لحصلت على المزيد من الإشراقات الدالة على نضوج الأدب السوداني، وإن تلك الإشراقات قد تموت من دون أن يعرفها أحد.. شيء آخر يمكن أن يحدث من جراء مجاورة الأدب السوداني، لنظرائه، وهو الاحتكاك المباشر، وازدياد خبرة الكتاب، واندماج التجارب ببعضها، لتنتج كتابات ذات قيمة شاملة، عوضا عن الكتابات المحلية، ولدخلت إلى النصوص شخصيات أخرى جديدة، غير الشخصيات النمطية المتكررة، وأيضا ربما تنتبه لجان التحكيم في الجوائز الأدبية، التي انتشرت أخيرا في الوطن العربي، ويستبعد منها السودانيون عادة، إلى أن ثمة أدبا جديرا بقراءته، وإشراكه في تلك الجوائز التي يقرأ محكموها في الغالب، آداب الدول المركزية، نائين بقراءتهم عن أدب الأطراف، وحتى بالنسبة للترجمة، فقد أخبرني أحد المترجمين الفرنسيين مرة، إن الغرب لا يجهد نفسه كثيرا في التنقيب عن آداب مطمورة، ويكتفي بما يجده جاهزا ولامعا، ومحاطا بهالات إعلامية كبرى، حتى ينقله للآخر الغربي. أخيرا لابد من شكر «دار الغاوون»، التي أصادقها على الفيس بوك، على هذا الاهتمام الكبير، وآمل ألا يخذلها الأدب السوداني الذي اهتمت به. للتواصل أرسل رسالة نصية SMS إلى الرقم 88548 الاتصالات أو 626250 موبايلي أو 727701 زين تبدأ بالرمز 104 مسافة ثم الرسالة