لم يستغرق الوصول إلى مخبأ القاتل أكثر من ثلاث ساعات، بعد أن نجح رجال مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في جمع حزمة كبيرة من المعلومات استقوها من مسرح الجريمة ومن أفواه الشهود، وكشفت عمليات الاستقصاء والبحث عن مقر عمل المتهم في متجر لبيع مستلزمات النساء في سوق شهير، وباستجواب أحد العاملين أفاد أنه درج على إيصال المشتبه إلى أحد شوارع حي الفيصلية، ثم يواصل رحلته اليومية إلى داره، لكن الشاهد لم يحدد منزل المتهم على وجه الدقة، حيث كان الأخير يحرص على الهبوط في منتصف الشارع ويكمل رحلته سيرا على قدميه. أخضع رجال الأمن أقوال صديق المتهم إلى التحليل والفحص واضطر ضباط جنائية جدة إلى طرق اكثر من 63 منزلا بهدف الوصول إلى منزل المطلوب الهدف، وبعد عمليات بحث وطرق متواصلة اهتدى رجال الأمن إلى منزل يقطنه مسن اتضح أنه عم المتهم، وبسؤاله عن مكان نجل أخيه أفاد أنه لم يعد منذ مغادرته صباحا إلى مقر عمله. وتصادف في ذات اللحظة أن تلقى المسن اتصالا هاتفيا من المطلوب يحثه إلى عدم الإفصاح عن مخبئه في حي الروضة، حيث يقيم مع شقيقته. وشكل الاتصال الهاتفي الخيط الأول للوصول إلى المخبأ لينجح رجال الأمن في تحديد المكان بدقة ثم دهم الشقة، ولم يشأ المتهم إنكار فعلته، وقال في اعترافات جديدة إن علاقة صداقة ربطته بالسيدة القتيلة التي أخضعته بالسحر واستحوذت على مدخراته، وفي يوم الحادث دخل معها في شجار لأنها صفعته على وجهه فاضطر للدفاع عن نفسه وانتقم منها بسبب استنزافها له. اتضح لرجال التحقيق أن مزاعم الدفاع عن النفس غير حقيقية، خاصة أنه تسلل إلى المبنى مرتديا لباس امراة، وإزاء ذلك تراجع المتهم عن مزاعمه، مبديا ندمه على فعلته. الناطق الإعلامي في شرطة جدة العقيد مسفر الجعيد أبلغ «عكاظ» تصديق سلطات الأمن لأقوال واعترافات المتهم وتوثيقها، كما تم تحريز أداة الجريمة بعد أن نجح الجاني في التخلص منها بإلقائها في حاوية نفايات. أشرف على ضبط المتهم مدير شرطة جدة اللواء علي السعدي الغامدي، ومساعده للأمن الجنائي، وقاد فريق التحقيق مدير مركز شرطة الصفا، فيما ضم فريق البحث الجنائي نخبة من ضباط الوحدة.