أزاحت شرطة جدة فجر أمس غموض ذبح باكستانية حي الكندرة وتوصلت إلى قاتلها الذي أقر بفعلته، متهما الفتاة المغدورة بسوء الخلق والسلوك، الأمر الذي أجبره على قتلها، لكن معارف في ذات الأسرة وبعض الجيران برأوا الراحلة من التهمة. وأشاروا إلى أن وصف سوء الخلق لا ينطبق على الراحلة بل على ابن خالتها «نزار بخش 31 عاما»، الذي برر فعلته وغدره بقريبته، «نجمة محمود»، بمحاولة إصلاحها. وسط هذا التضارب والتناقض فتحت سلطات الأمن في شرطة جدة بقيادة مديرها اللواء علي الغامدي، تحقيقات موسعة ومكثفة وصولا للحقائق. وأعاد المحققون استجواب القاتل بعد ضبطه في أحد مخابئ حي العزيزية 10 فأصر على أقواله شرطة جدة فتحت أكثر من مسار بحث للاستدلال على مخبأ القاتل نزار أحمد بخش وتوغل رجال وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في شرطة الكندرة في أكثر من حي بحثا عن المتهم بعدما استبعدت السلطات ضلوع غريب في ارتكاب الجريمة، حيث أوضحت قرائن الأحوال والبينات الظرفية أن المتهم دخل المنزل دون عنف أو مقاومة، ما يشير إلى وجود رباط بينه وسكان المنزل، وهي الفرضية التي تحققت أمس عندما تبين أن القاتل نزار هو ابن خالة المغدورة. إلى ذلك عززت أقوال الشهود تورط المتهم في الجريمة إذ أكد أكثر من شخص وجوده في محيط المنزل بعد دقائق من الجريمة قبل تواريه عن الأنظار واختيار مخبئه في مكان بعيد عن حي الكندرة مسرح الجريمة. وبعد ضبطه وإحضاره تمت مضاهاة بصمته مع سلاح القتل وتبين تطابقها ولم يجد القاتل مفرا غير الاعتراف بفعلته، مبررا ذلك برغبته في إصلاح سلوك الفتاة، لكن معلومات من محيط العائلة اتهمته بسوء السلوك. وكان فريق أمني بمتابعة من مساعد مدير شرطة جدة للأمن الجنائي ورجال وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في جنائية جدة ورجال التحقيق في مركز شرطة الكندرة حددوا ثلاثة مواقع محتملة لمخبأ القاتل ومشطت وحدات أمنية صغيرة أحياء البوادي وبني مالك والعزيزية 10 في وقت واحد، ليتم ضبط المتهم فجر أمس بعد تطويق المخبأ من كل الجهات. وذكر شهود عيان في الموقع أن القاتل نزار بخش حاول الفرار ركضا على شارع ترابي ضيق، لكن رجال الأمن كانوا له بالمرصاد وشلوا حركته وألقوا عليه القبض. وقال المتهم في الاستجواب الأولي إنه حاول بلا طائل إصلاح سلوك قريبته غير أنه لزم الصمت عندما واجهه أقاربها بذات الوصف. وأبلغ المتحدث الرسمي المكلف في شرطة جدة الملازم أول نواف البوق، أن شرطة الكندرة تحفظت على المتهم وفتحت معه تحقيقا موسعا لمعرفة دوافع فعلته. تابع عمليات القبض مدير شرطة جدة ومساعده للأمن الجنائي، فيما أشرف على فريق العمل مدير البحث والتحري ومدير مركز شرطة الكندرة. وضم الفريق ضباط التحقيق في المركز ورئيس وحدة مكافحة جرائم الاعتداء على النفس في جنائية جدة.