تكشفت حقائق مثيرة حول مقتل السيدة اليمنية في حي المروة أمس الأول. وقادت تحريات موسعة أجراها محققون في الشرطة الشاب المتهم إلى الاعتراف بكامل تفاصيل جريمته التي انتهت بعشرين طعنة في صدر سيدتين، قتلت 12 منها الأولى، وأصابت ثمان شقيقتها ونقلتها إلى قسم العناية القصوى في أحد المستشفيات. الاعترافات التفصيلية للمتهم الشاب، مقرونة مع أقوال الشاهدة الناجية وصديقتها التي هربت من مسرح الجريمة، بعد أن تركت رضيعتها في إحدى الغرف خوفا من مصير القتيلة.. كشفت جوانب خفية من الجريمة المروعة التي هزت أوساط حي المروة. وقال القاتل أمام محققي شرطة جدة إنه تسلل إلى منزل الضحية مرتديا عباءة نسوية، وعندما سمحت له بالدخول دلف إلى صالة المنزل وحدثت بينهما ملاسنة حادة انتهت باثنتي عشرة طعنة قضت عليها في الحال. وعلى خلاف ما نشرته بعض الصحف أمس فإنه أحضر معه أداة الجريمة، الأمر الذي يرجح التصميم والإرادة في الإجهاز على السيدة، ويعزز فرضية التصميم والإعداد المسبق والترصد أن المتهم اختار ارتداء الزي النسوي بغرض تضليل رجال الأمن وتصوير الجريمة وكأنها حدثت من سيدة بسبب خصومة مع القتيلة، غير أن التداعيات التي أعقبت الجريمة فضحت أمره إذ سقطت العباءة من جسده لحظة هروبه إلى الشارع، وتم رصده وهو يركض والسكين تقطر دما، الأمر الذي مكن رجال الأدلة الجنائية والبصمات من رفع عينات منها وفحصها. الحقائق المثيرة التي كشفها القاتل اليمني الشاب عززتها أقوال أخرى لشقيقة المغدورة التي تعافت من بعض جراحها الخطيرة أمس، وذكرت للمحققين، في الاستجواب، أن القاتل مقيم نظاميا ويعمل في متجر شهير لبيع المستلزمات النسوية في حي الفيصلية، وظل يتهم شقيقته بسحره والتأثير عليه والاستحواذ على كل مدخراته عن طريق الدجل والشعوذة. وتضيف الشاهدة أنها حاولت عبثا إقناع المتهم بعدم صحة أوهامه، ولم يقتنع، فعاش في وساوسه وخزعبلاته التي انتهت بمقتل شقيقتها، ويتم أطفالها عندما تسلل إلى المبنى مرتديا عباءة نسوية وطرق باب الشقة بغرض الانتقام من شقيقتها الراحلة، وزاد هياجه عندما رفضت التحدث معه فاستل سكينا وسدد لها طعنات متتالية كانت كافية لإنهاء حياتها. تظاهرت بالموت واصلت الشاهدة تفاصيل نجاتها، وقالت أمام محققي شرطة جدة إنها حاولت عبثا الدفاع عن القتيلة والتصدي للجاني وانتزاع السكين من يده فقاومت القاتل، إلا أنه بادر بتوجيه ثماني طعنات إليها فسقطت أرضا وسط بركة من الدماء، وعمدت بعد ذلك إلى التظاهر وكأنها فارقت الحياة، ورقدت بلا حراك أو تنفس، واعتقد الجاني أنها رحلت فاستجمع أنفاسه وهرب من باب الشقة وهو يحمل العباءة على كتفيه. تضيف السيدة «تحاملت على إصاباتي البالغة ورفعت صوتي بالصراخ أطلب العون والنجدة، وكانت في إحدى الغرف صديقتي ومعها طفلتها الرضيعة فشاهدت جزءا من سيناريو الجريمة وهربت من الشقة تاركة رضيعتها في غرفة بعد أن أحكمت إغلاق بابها». تستطرد الشاهدة، أنها سارعت إلى خارج المبنى والدماء تنزف منها وحاولت استيقاف أي عابر طريق ينقذها، فشعرت بدوار عنيف ثم سقطت أرضا، ولم تفق إلا وعشرات المارة يحيطون بها ويسألونها عن ما جرى. وصلت فرق الشرطة وأمن الصفا والدوريات إلى مسرح الجريمة بعد لحظات قليلة من البلاغ لتتوغل إلى الشقة بعد معالجة الباب، وعثر رجال الأمن على جثة المغدورة في وسط الصالة، وتنبهوا إلى صوت بكاء رضيع في الغرفة المغلقة فاضطروا إلى اقتحامه لإنقاذ الرضيعة. واتضح لاحقا أنها ابنة صديقة الشاهدة الرئيسية وانسحبت من الموقع بعد أن رأت القاتل يسدد الطعنات إلى السيدتين قبل أن يهرب بجريمته. وعزت الأم تصرفها إلى خوفها من مصير القتيلة وشقيقتها.