تناولنا سابقا فكرة تصميم الشعارات وتوظيف الألوان والخطوط فيها، ونختم بتصورات المصمم المحترف لصياغة هذه الفكرة والأدوات في الشكل النهائي للشعار، والضوابط التي تحكمه في ذلك، فيما يمكن أن نطلق عليه «استراتيجية التصميم»، وهي من أساسيات المعرفة لدى مصمم الجرافيكس المحترف، سعيا لروعة التصميم وجماله، الأمر الذي يتطلب فيه قدرا هائلا من الخبرة والمهارات الفنية. إن الشعار في شكل مبسط هو تعبير شامل عن أنشطة الشركة أو المؤسسة بحيث يجذب الانتباه، ويترك انطباعا في أذهان المتلقين، ويظل عالقا فيها، ويستوعبه الجميع من عامة الناس وخاصتهم، ويكون من السهل تذكر شكله، بحيث يتسم بالشفافية وعدم التعقيد وخلوه من الغموض، ليكون بالغ الأثر في توصيل الرسالة والدلالة المطلوبة، وينعكس بالنجاح والتميز بين الأنشطة المنافسة، وذلك يتطلب حتما من المصمم الالتزام بقواعد الاحترافية في التصميم، من حيث التعرف جيدا على طبيعة عمل العميل صاحب الشعار، وجمع أكبر قدر من المعلومات حول نشاطه، ليكون فكرة مبدئية حول شكل الشعار، وهذه الخطوة هي التحدي الفني الأول والأهم التي تواجهه. وعلى المصمم مراعاة التصغير والتكبير في الشعار ودراسة استخداماته المتعددة، وتلافي الأخطاء التي يقع فيها بعض المصممين من حيث أبعاد الشعار وزواياه المختلفة، والتمييز بين متطلبات الشعار، التي يجب أن تختلف باختلاف نشاط المنشأة، فيما إذا كان حكوميا أم قطاعا خاصا، عاما أم شخصيا، وباختلاف نوعه، رياضيا، أم إسلاميا، أم علميا، أم تجاريا، أم صناعيا.. الخ. وإذا كان الأصل هو وحدة الشعار للنشاط، إلا أن محرك البحث الشهير «جوجل» يضيف بعض المؤثرات على شعاره في بعض المناسبات، كما في أعياد ميلاد الفنانين العالميين مثل فان جوخ، وليوناردو دافنشي، وفي الأعياد الوطنية للدول، مثل يوم الاستقلال الأمريكي، وكما حدث في اليوم الوطني للمملكة في 23 سبتمبر الماضي حيث ظهر شعار جوجل بشكل جديد في السعودية تبدو فيه النخلة والسيفان المتقاطعان اللذان يشكلان الشعار الرسمي للمملكة بشكل بارز. إن الشعارات يتم إبداعها في أي اتجاه أفقي أو عمودي أو دائري، وهي تحتوي على آلاف الأشكال والرموز والصور، وبالطبع فكل نشاط تتلاءم معه نوعية معينة من الأشكال، والأشكال الانسيابية بصفة عامة هي المفتاح لتشكيل عدد لا متناه من الأشكال والأفكار، وهي مصدر الإلهام لتوليد وابتكار شعارات منسجمة أنيقة.