تمخضت سيول الأربعاء، فولدت جحافل الفئران في أحياء محافظة جدة مثيرة هواجس سكانها مخافة استفحال الأمراض المهددة لأسرهم. هنا، كان حتما أن يطالبوا بسرعة التدخل رغم طمأنة أمانة محافظة جدة أن الأمر لا يدعو للقلق. جالت «عكاظ» في أحياء شرقي جدة، مستطلعة: أخذ على الفأر بأنه حيوان كثير العبث ومن السهل الاستدلال عليه لذا ثبت سكان الأحياء المأهولة بالفئران وجودها بما أحدثته من حفر في الشوارع والمنازل، كما أن حجمها الكبير نسبيا جعلهم يتربصون بها من مكان إلى آخر، حتى وصلت إلى مواقع تمس حياتهم داخل المنازل وهو ما عدوه مشكلة خطرة تهدد الصحة، معتبرين أن المبيدات الحشرية التي في متناول أيديهم لم تفلح في القضاء على الفئران مبدين مخاوفهم من مخاطر نقل الطاعون لهم وأبان عدد من السكان ل«عكاظ» أنهم تقدموا بطلبات لبعض البلديات الفرعية، وشرحوا للمسؤولين فيها الوضع كاملا، وحولت طلباتهم إلى إدارة المشاريع مرفقين ما أبدوه من مخاوف مؤشرات ساهمت في غزو الفئران أحياءهم أهمها عدم نظافة الشوارع والأماكن العامة. يقول أحد السكان «عمال النظافة وقفوا على جحور الفئران واستخدموا المبيدات السامة للحد من انتشارها، وتجاهلوا المنازل التي لا تخلو من هذه الحفر». وحذر مساعد استشاري طب الأسرة في الشؤون الصحية في الحرس الوطني في القطاع الغربي الدكتور محمد علي الكبش من تكاثر الفئران «هي من الحيوانات الثديية صغيرة الحجم، تنشط ليلا، وتعيش في الجحور، وتحمل الجراثيم والفيروسات، وتنقلها إلى الإنسان بعدة طرق، لتصيب الجهازين الهضمي والتنفسي. موضحا أن من أشهر الأمراض التي تنقلها الفئران؛ الإسهال، والحمى التيفودية، والكوليرا، والسل، والزحار، كما تنقل الطاعون بواسطة البراغيث التي تعيش على جلدها وتتكاثر وتتغذى على دمها والقطط والكلاب التي تأكل الفئران وتنتقل من مكان لآخر تنشر المرض ليتحول إلى وباء». وأوضح الدكتور الكبش أن الوقاية تكمن في القضاء على الفئران بتكثيف عملية الرش بالمبيد الحشري المناسب على الأماكن التي تتكاثر فيها. وأوضح المتحدث الإعلامي في أمانة جدة محمد الغامدي أن الأمانة تباشر أعمال المكافحة للقوارض في جميع أنحاء المحافظة، وليس هناك قلق من أعداد القوارض في معظم أحياء جدة، خاصة في منطقة الكورنيش حيث إن كثافة القوارض لا تتعدى خمسة في المائة «بمعنى أنه وقت حساب كثافة القوارض توضع المصائد ويحسب عدد المصائد الإيجابية إلى عدد المصائد الكلية، ومن ثم فإن هذه النسبة لم تصل إلى حدود النسب المقلقة بل لاتزال في الحدود الآمنة والمصائد المستخدمة حديثة ومتعارف عليها في مجال التعامل مع القوارض». وأكد الغامدي أن أعداد القوارض انخفضت في كثير من المناطق، وإن كانت هناك بعض المعوقات التي تؤثر على عدم الانخفاض السريع في هذه الأعداد «أهمها وجود الأحواش التي تحتوي على الخبز الناشف وبعض الأطعمة الجاذبة للقوارض، إلى جانب معوقات تعترض أعمال فريق المكافحة، ومنها ما يتعرض له مسؤولو المكافحة من جانب بعض أصحاب الأحواش أو من بعض مرتادي هذه المواقع أثناء الليل، وهو ما حدث أكثر من مرة خلال الفترات الماضية، فضلا عن قيام البعض بإلقاء النفايات والمخلفات على الأراضي الفضاء مما يجعلها أماكن جاذبة للقوارض». وحول محاصرة الفئران في بعض المواقع في منطقة البلد أبان المتحدث الإعلامي لأمانة جدة أن أعمال المكافحة تتم في وقت نشاط القوارض والفرق تبدأ من الواحدة بعد منتصف الليل بوضع المصائد والطعوم السامة، تضاف إلى التوجيهات المبلغة لعمال الرش في الفترة الصباحية القاضية بضرورة رش الجحور بالمبيدات ذات الأثر المستمر للقضاء على أي توالد للطفيليات الخارجية التي تعيش على القوارض.