ظاهرة التنظير والكلامي والفوضى في الساحة الإعلامية أصبحت بارزة وخصوصا في الحوارات الإذاعية واللقاءات مع إعلاميين، حيث وجدوا مساحات وفرصا للحديث والتنظير في مجالات إعلامية تفوقوا على من هم يعملون ويتعاملون في الساحة من إذاعة وتلفزيون وصحافة وحتى نشاطات العلاقات العامة.. تجد من يعمل ويحترف هذا العمل في صمت ومنافسه لتقديم الجديد والأفضل وله مشاركات ومساهمات فعالة في مداخلات ولقاءات من خلال خبرة ودراسة وحب مهنة عكس هؤلاء القادمون «المترززون» من كلام فاضي و«محابط» لامعنى له بل محاولة منهم بأنهم هم أصحاب قدرة وعطاء. حتى مسميات الإعلام المعروف بأبجديات وعرف منذ السنين الماضية أطلقوا عليه الإعلام الجديد.. إعلام المناسبات محاولة منهم لتغيير المفاهيم لدى الكثير بأن هذا هو الواقع، وفي إصرار ونقد وإصدار عيوب للآخرين حتى المؤسسات الإعلامية القائمة إن كانت ذات قطاع رسمي أو أهلي.. وهنا أعود لبرنامج في إذاعة الرياض مساء كل ثلاثاء بمسمى «المنتدى الإعلامي» والذي أوجد مساحة لعدد من الإعلاميين الذين مارسوا العمل، وقد فشلو أو أعطيت لهم الفرصة أكثر من مرة في مراكز قيادية صحفية مما جعل بعضها يتوقف ويعود بعد انقطاع في مواصلة البحث عن الوجاهة والمراكز المتقدمة، ويطلق مسميات إعلامية جديدة. وآخر خريج إعلام ولم يعمل في الصحافة إلا إذا كان مراسل عن طريق بث أخبار العلاقات العامة ويدعى بأنه صاحب شركة إعلامية تعنى بالعلاقات العامة، وهو الأول ويعد دراسات لتقييم أقسام الإعلام في الجامعات ويطالب بإنشاء هيئة علاقات، ولكنه لم يعرف أحدا يتبعه رغم أن أقسام الإعلام نجحت في إبراز المواهب الإعلامية ذات الحس والعمل الإعلامي، وهم اليوم يقومون بمهمات ومراكز متقدمة وحققت نجاحا عكس ما يلتحق بها من طلاب بحث عن البرستيج.. وللعلاقات دور فعال في أغلبية القطاعات الحكومية منها الحرس الوطني والدفاع وبعض المؤسسات، وهناك شركات سعودية تضم عشرات الكفاءات من الجنسين وأقامة نشاطات وفعاليات شارك بها العديد من المسؤولين ورجال العلاقات، وهناك مشروع جمعية للعلاقات العامة يدرس منذ زمن وكفى تنظير وكلام وسامح الله الإذاعة في إعطاء هؤلاء مساحات للكلام الغير معقول حتى من البعض في ذكريات وأحاديث لاتليق بالمكانة الإعلامية.