ظاهرة «التنظير» استحوذت على الأغلبية وخصوصا المسؤولين في الجامعات والمتحدثين في المجالس والحوارات الإعلامية المختلفة حيث تسمع أشياء من إبداع في اللهجة والنغمة والحوار، من تأكيدات وإثبات للحقائق بأساليب تعتمد على الخيال والمثاليات ولكن في آخر المطاف يظل ذلك تنظيرا دون واقع وتطبيق. هذه الظاهرة أصبحت لغة وتعاملا مع فنون الإلقاء والكلام والرد المتواصل ولكن ما هي النهاية ومتى يتم تطبيق هذا، عندما تأتي مناسبة ويأتي البعض من هؤلاء في بث كلام على الهواء وسرد أسطر مماثلة على الورق، أو من خلال معطيات النت المختلفة، وأنت تسمع وتقرأ تشعر بشيء آخر وتؤكد بأن هناك حصيلة أو مكاسب أو حقائق ستعلن في هذا الحدث أو ذاك ولكن تتلاشى، ويظل التنظير صاحب الموقف حتى في مجالسنا العادية هناك شريحة اعتادت على ضرب الأمثال والمطالبة بأشياء من خلال كلام معسول ومختار ولكن يعد في النهاية كلاما فاضيا حيث هو أولا لم يطبق وينفذ أو يتماشى مع ما ذكره أو أوصى به. وفي الحوارات الإذاعية التي تستحوذ على نسبة كبيرة من الإذاعة السعودية كلها كلام في كلام أي تنظير من مصطلحات وتعبير إنشائي وثقافة متخصصة تطرح ويطالب بها الضيف أو من معه في ثنايا الحوار وهم بعيدون عن الواقع والتطبيق والتنفيذ. شدني في طرح هذا الموضوع كلام مسؤول جامعي يتحدث عن مناسبة قادمة وذكر وبرر مواقف عدة لم نرها بل العكس وإنما تطرق إلى كلام تنظير ويمكن أن الهدف إبراز شخصه ومن معه إعلاميا بطرق متعددة وهذا أعتبره تنظيرا.. إذن التنظير هو لغة العصر وكما هو تنظير وكلام مسرود، لكن هناك من يتعامل معه في فن وطرح وإقناع، وهل من رزقهم الله هذه الموهبة يعودون إلى الرشد وقول الصدق بدلا من هذا التنظير، حتى كتاب الصحافة البعض منهم له صولات وجولات في هذا الشأن.