لبضعة أشهر وربما أكثر دأب الناس يتحدثون حول قصة الرجل الآيل عمله إلى هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وللواقع فمن يستمع إلى قصة متعددة الروايات، يكتشف أنه في القليل النادر يستمع إلى قصة صحيحة نقلا عن رواتها، غير أننا شئنا أو أبينا فسوف تبقى آفة الأحاديث رواتها. ذات مرة قال لي أحدهم إن الرجل لديه سبع زوجات دفعة واحدة. للوهلة الأولى وضعت يدي على رأسي، معتقدا أنه ربما يأتي يوم آخر يمكن للإنسان وضع رأسه على يده.. ومن داخل ذهني اتكأت على مسألة أنني كإنسان أعيد اكتشاف ذاتي بكوني «عاجزا» و(لا أستطيع)، وعلى أكمل وجه تقصير في التعامل مع واحدة على مدى عشر سنوات. يفترض أن أوجد شيئا أمارس في حقه التضحية، لأنني لا أريد ولا أستطيع وليس بمقدوري أن أبقى تحت مصدر ضغط بشري على مدار الساعة. لقد نسيت تماما مسألة الحكم الشرعي في نواح كهذه، فالسبع زوجات في آن واحد لا تختلف عن الست الزوجات، لأن الخط الأحمر يقف بعلامة فاصلة وواضحة عند أربع زوجات.. وحتى مسألة الأربع وما دون وصولا إلى الثلاث واثنتين في هذا الزمان الرائع هي حلال ورائعة شرعا، ولكنها من نواح اجتماعية ضاغطة وتساعد كثيرا على تنافر الشرايين. وبصراحة أعجبتني القصة وبقيت أفكر فيها لبضع ليال أخر، وتمنيت لو كنت روائيا فسوف أصنع منها قصصا وأبيع للتلفاز والفاكس ومواقع الكتب رقمية وغير رقمية ممارسا التدجين في حق عالم يفكر في لياقته العاطفية ليل نهار.. لكن هذه قصة لا علاقة لها بقصة مجيئنا إلى الشرع.. فما مضى لا يعتد به لأنه كلام يتداخل فيه الخيال مع إمكانية تسويق الواقع عبر الخيال نفسه.. ومع هذا وبه من غير تناقض مع ما جاء في القصة من عدمه، فالرجل (المدان) يقول إنه لا يفهم ولا يدري أن الزواج بأكثر من أربع جمعا بينهن في آن مقترنا بزمان ساري المفعول أثناء قيامه بحقوق العشرة معهن جميعا يدخل في باب المحرمات قطعا.. لقد نفى عن نفسه علما كان هو الأجدر به معرفته، اذ ليس من المعقول نظرا ونظرية أن الرجل لم يجد من يقول له قبل دخوله على الخامسة وما يليها: يا رجل اتق الله، وقل قولا سديدا..فأين الجيران وأين المأذون الذي كتب وأين من جاءوا إلى ست ولائم واحدة بعد الأخرى!! الخطأ على الناس!!، ولكننا لا نستطيع أن نتهم أحدا بعدم نقله إلى المذكور نبأ الحكم الشرعي الصحيح قبل وقوع الرجل المدان به وعليه دخولا على الخامسة، ولكنه مسكين وعلى نيته، فهو إذ لم يجد من ينبهه على اقترافه ما لا يمكن له أن يكون باقترافه دخولا على الخامسة وقع فيه، فهو أيضا دخل على السادسه معتقدا وفق جهله بالحكم الأول: وهكذا اضطجع مع السادسة معتقدا أنه يفعل الشيء الصحيح ولم يقع أبدا في ما هو غير صحيح.. ولبعض من ذلك كله وبحسب ما ورد بطيه، لا يتبقى لنا سوى القول كتابة إنها القصة الأكثر مقاربة واقترابا من عصر الجواري والحريم. اللهم تب عليه وسامحه، فإنه غشيم ولا يدري ولكنه قطعا يعلم ونحن نعلم أنك بكل شيء تعلم وتدري!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة