لفترة من الوقت كنت أبحث عن رواية «الرواقي» للروائي والشاعر حامد بن عقيل. لم أقرأ الرواية حقيقة لأنني لم أعثر عليها بعد، ولكن من خلال متابعة بعض الكتابات الآيلة تعليقا لها وعليها يتبين لي أنها رواية محظوظة رغم خلافات أثيرت حولها بترددات مختلفة من خارج النص «الرواقي».. وليس من داخل الإحساس بأن يكون القارئ رواقيا من عدمه. إنها رواية تتزامن تقريبا مع الكارثة الأخيرة التي حاقت بهذه المدينة الرائعة، لكن الروائي ابن عقيل يصف حوادث السيل حتى من قبل أن ينهمر المطر بقوة فوق أرجاء المدينة بأسئلة على نحو «ماذا يعني كل هذا المطر؟ انتهيت من الكتابة لتغرق جدة في مطر وحشي». ومن بعد السؤال يتابع ابن عقيل عباراته المنذرة بشؤم لا يتناسب مع الإحساس الرواقي الحقيقي. هنا لا أريد شحن القارئ بشيء من عدمه، ولكن كما سبق أن قدم ابن عقيل عبارات من صنع أفكاره ورؤاه تجعل بعض الأهالي يطالهم الشحن ضده، فقطعا هو رجل فنان يهندس عباراته ومواقفه ليس بحسب أن جدة مدينة ملعونة أو غير ملعونة.. لقد سبق لي أن قدمت تعليقا على «الرواقي» قبل حوالي سبعة أشهر من الآن مالم تخني الذاكرة وكان تعليقي على مدخل الرواية يتناول مسألة الرواقي بالإحساس من عدمه، لكن الموقف بهذه أو تلك أخذني معه إلى واقعة أخرى لا علاقة لها بجدة مكانا، لأنني من نواحي شخصية وتاريخية أدين لهذه المدينة بكل حياتي وللواقع لا أرى لعنة ولا فسادا لكن الرواية بالنسبة لي كانت تعني شيئا آخر تماما لا علاقة له بجدة.. الرواية تعني لي أن ابن عقيل يقدم لنا تفسيرا مركزا وربما غير واعي حول العالم الذي ربما كان ابن عقيل ينظر إليه وهكذا كتب ابن عقيل لاحقا «ستغرق جدة ولكن بهدوء شديد وببطء، سننام طويلا وحين نستيقظ تحت الماء سنجد أنفسنا مع الكائنات البحرية ونختنق». وللواقع فهذه العبارة ليست من خيال ابن عقيل.. إنها العبارة الأكثر اقتباسا من كتاب وروائيين آخرين تكهنوا بغرق نيويورك ومدن مكسيكية، وخاصة في كل الروايات التي ناقشت فكرة نهاية العالم!! [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة