لا يوجد يوم يتيم في التقويم خال من عذاب يذكرونه دوما، وأما أيام النعيم فهي تمضي وراء الشمس إلى غير رجعة. شخصيا أحب الأيام كلها، لأنها ترتبط بالحياة.. وليس هناك أثمن من نعمة الحياة.. وما بعد ذلك ومن قبل، فقد صار شعاري البسيط منذ تجاوزي نصف قرن بسلام، الحياة حلوة.. حلوة. إذا دخلنا اليوم 21 من شهر مارس الذي يعتبر بداية التاريخ الفلكي شمسيا هكذا أحسبه وليس بحسب التقويم القمري، فنحن في أول يوم نيروز .. ووفقا لأدبيات الشعر العربي فعندما أدرك يوما مثل هذا الشاعر البحتري فقد أنشد: أتاك الربيع الطلق يختال ضاحكا... وكل ما يأتي بعد هذا الشطر فهو يؤكد أن الحياة حلوة.. حلوة. ومن بعد البحتري، تجلى الشاعر عمر الخيام النيسابوري ذات مرة، فكتب ربيعا عن وإلى محبوبته بعواطفه وقلبه: «انهض من رقادك أيها الحبيب من أجل قلوبنا ... وتعال بجمالك .. تعال فأوجد حلولا لكل مشكلاتنا»، لكننا إذا ما نظرنا إلى التقويم باختلاف مسافاته، فسوف نجد أنه ما من يوم قد ولى مدبرا أو هو آت بحسب ما هو آت إلا وفيه من المشكلات ما قد يعصف بالعالم وقوفا عند درجة الغليان. ففي أول طالع للنيروز، صار هذا التوقيت يوما عالميا للقضاء على التمييز العنصري، ومن بعد هذا اليوم نحو أربع وعشرين ساعة، فهناك اليوم العالمي للمياه. يخيل في رأسي من الداخل أن العالم سوف ينفق عطشا هكذا ربما تكون نهاية العالم..! وهذه هي المشكلة.. إذ أن محبوبة الشاعر الخيام سرا جاءت إليه وهو سكران .. أو بعمد متحدية هكذا جاءت، فالواقعة في حد ذاتها لن تجر العالم إلى ويلات.. ولسوف تبقى الحياة، بشفافية مع «توافر المياه» حلوة .. حلوة..! ومن بعد ذلك بشهر، أي في الثلث الأخير من أبريل، فنحن سوف نقف على أعتاب اليوم العالمي للكتاب وحقوق الملكية الفكرية وفي منتصف مارس الذي تجاوزناه قبل قليل بكلمات إلى أبريل، فهناك اليوم العالمي لحقوق المستهلك، لكننا إذا عدنا إلى اليوم الأول من يناير، وهو اليوم الذي قرر فيه الفنان شعبان بن عبد الرحيم ترك السجائر، فسوف نجد أنه تم تحديده موعد سلام عالمي بين الأمم. لكننا الآن في فبراير، وعلى مسافة أسبوع مما هو يجري فيه ومنه سوف يطل يوم آخر يسمونه يوم المعلم العربي، وبعد نحو شهرين منه، فهناك يوم عالمي للأطفال للمفقودين، وبعد ذلك بثلاثة أيام منه، يأتي اليوم العالمي لصحة المرأة. ومن بعد المرأة أو من قبل فهناك يوم عالمي للفلسفة، وآخر غيره للصيد، لكن الرائع حقا هو اليوم العالمي للعجزة. وأما البائسون فلا يوم لهم إلى الآن! وقديما عند العرب في الجاهلية ذي قار واللهابة وطخفة والقرين ناحية آل خثعم جنوبا والحسي وسنجار شمالا كانت لأجدادنا أيام سالت فيها الدماء كالأودية .. وكلاهما دما وأياما تجري تدفقا إلى البحر، وما امتلأ البحر أبدا من خطايا العالم وهكذا يكون هو دوما ليس بملآن. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 265 مسافة ثم الرسالة