بعض الناس، باحتسابنا إليهم وفيهم أنهم من كبار العقول في الشعر وكتابة الحكمة أيضا يصفون «الزواج» أنه مؤسسة غير ناجحة، وآخرون من بعدهم ومن قبل أيضا قالوا الزواج يقتل الحب، وما بين أولئك وهؤلاء.. ولقرون عديدة مضت من قبلنا، فهناك من هم على شاكلة «الأبيقوري»،، ففي نهاية كل فصل دراسي أو ما هو أقل من ذلك ينادي على امرأة جديدة آيلة إلى عصمته، قائلا.. «أنهض من رقادك يا حبيبي، وتعال.. تعال بجمالك أوجد حلولا لمشكلاتي». إنه رجل يعيش مع امرأة لا يعرف ولا تعترف هي من الداخل بولايته عليها، ولكن كيفما اتفق.. وإذا استدار الزمان، وانخفض رصيدها خلع «الرفيق» إما تظاهرا بدافع المتاب إلى الله من الحياة مسيارا، أو الهروب بحثا عن امرأة أخرى يعيش على فلوسها. توجد أساليب متعددة للمساكنة بطورها الشرعي، وفي ظروف تليها ملابسات، فالمرأة تدفع من عرقها، وكل إنسان براحته. هناك أسلوب آخر للمساكنة في الغرب وأقصى الشرق استراليا، النصف بالنصف وتقع العهدة على ما يجمع بين شخصين... لا ثالث بينهما.. ومع ذلك تفشل رابطة المساكنة وتنتهي وتزول ولا تبقى.. وللواقع جاءت أنظمة المساكنة بغشيان ومن غير غشيان لكي ترتقي بمفهوم الصداقة، والصداقة ليست إفرازا عصريا حديثا. لقد عرفها الجاهليون... ومنذ امرؤ القيس كانت هناك فاطم وعنيزة، ومن قبله بأجيال على أيام ابن حذام وغيره كان للعربان صديقات ينفردون بهن ليلا، فيما يستمعون جميعا وهم في بطون الأودية إلى عزيف الجن وأم الصبيان وشيخ العفاريت.. إذا قلنا الصداقة «عربيا» بمفهومها الكلاسيكي، وفقا لمن هن «يتخذن أخدانا» ، وبمثل ما وردت عليه الإشارة في «الكتاب» نقيضا لما هو بإقراره من باب التنبيه في سياق فكري على هذا النحو، لأنه هنالك ورد في الجملة القرآنية المقدسة «ولا متخذات أخدان» وأما هنا فإن الأخدان والتي أفهم منها بما يتفق معه على وتيرة أقران وخلان.. بجمعه وافترادا يمكنك وصف الواحد منهم على نحو عشقان وغزيلان و«هيمان في حبك أنا هيمان»، ولكن على نحوه بما يفيد التضمين فإن هؤلاء الأخدان يطالهم الملل سريعا.. ولهذا فهم يتنافرون عن النساء واحدا تلو الآخر، وبمثل ما اجتمع عليه الأخدان مع رفيقاتهن أو لنقل «خوياتهن» وفق جديد الإشارة "محليا» إلى ما يتوافر بطيه عن العلاقات الحميمة من اقتراب مقرونا برغبة وما يتوافق معها خارج الإطار الزوجي الصحيح، ففي النهاية لا يصح شيء غير الصحيح.. هنا لا يبقى لك شيء من تلك المرأة وهي تحاول البحث عن ذاتها في مكان غير المكان.. وللمرأة أيضا إذا ما طال ليلها واستطال بها الأمل، فها هي للمرة العاشرة تستيقظ في مكان لا علاقة لها به من الأساس، فهي مثل طيف مسافر، فلماذا تدوران في حلقة مفرغة بانتظار جيل آخر من الأخدان والصديقات... وهلم جرا.. الإنسان يكبر ولكن عواطفه تتراجع.. وكان الأجدر به أن تكبر معه عواطفه باختيار مؤسسة ينتمي إليها وتقبله، فالمساكنة لا تفيد، وللصداقة نزف للعواطف الحالمات، وكل ما هو آت آت.. وليتني طبال فأخلص،، وأنت معي تخلص.. ولكن الأخدان يريدون المتعة إدمانا في غير مكانها الصحيح، وأما الصديقات فهن يحببن الليل.. هكذا يحببن الليل متبوعا بليال مقمرات وغير مقمرات.. فما بالك بالمكسرات.. والماء البارد صيفا.. من غير تعاطي للشاي والقهوة مع اعتذاري أنا الحكيم لكل ما لم يندرج في صنفه وتصنيفه من المنبهات !!... للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 264 مسافة ثم الرسالة